هم يعدون بالمئات ذكورا

هم يُعَدُّون بالمئات ذكوراً

وإناثاً لهم قصور مُشاله

ولهم أعبُد بها وإماءٌ

ونعيم ورِفعة وجلاله

تركوا السعي والتكسُّب في الدن

يا وعاشوا على الرعّية عاله

يتجلّى النعيم فيهم فتبكي

أعين السعي من نعيم البَطاله

يأكلون الُباب من كدِّ قوم

أعوزتهم سخينة من نُخاله

فكأن الأنام يَشقَوْن كدّاً

كيْ تنال النعيمَ تلك السُلاله

وكأن الإله قد خلق النا

س لمحيا آل السلاطين آله

نعِموا في غضارة الملك عيشاً

وحملنا من دونهم أثقاله

فإذا ما صال العدوّ خرجنا

دونهم للوغى نردّ صياله

وإذا هم جرُّوا الجرائر يوماً

فعلينا تكون فيها الحَماله

وإذا ما استهل فيهم وليد

فعلينا رَضاعه والكفاله

قد رضِينا بذاك لولا عُتُوٌّ

أظهروه لنا على كلّ حاله

ما بهم ما يَميزهم عن بني السُو

قة إلاّ رسوخهم في الجهاله

هم من الناس حيث لو غُربل النا

س لكانوا نُفاية وحُثاله

ومن الجهل حيث لو صُوِّر الجه

ل لكانوا بين الورى تمثاله

حمّلونا من عيشهم كل عبءٍ

ثمّ زادوا أصهارهم والكلاله

فكَفَيْنا أصهارهم مؤنة العي

ش فكانوا ضِغثاً على إبّاله

فكأنا نُعطيهم أجرة البَض

ع كما أُعطي الأجير العماله

تلك والله حالة يقشعِر ال

حقُّ منها وتشمئز العداله

هي منهم دناءة وشَنار

وهي منا حماقة وضلاله

ليس هذا في مذهب الاش

تراكية إلا من الأمور المحاله

وهو في الملّة الحنيفية البي

ضاء كفرٌ بربنا ذي الجلاله