خطايا الشعراء

ما لي ارى الشعرَ قد ضاعتْ به الحكمُ

وقد تهاوتْ به الأخلاقُ والقيمُ

هل أحجم الشعرُ عن ويلاتِ أمّته

وقد تمادى بها الأملاقُ والسقمُ

كيف التغاضي وقد فُكّتْ أواصرنا

حتّى غدونا مع الأهلين نصطدمُ

دارَ الوجوه عن الأحداثِ مُنزوياً

مع الحياِة كأنّ الشعرَ مُختصمُ

لم يبلغ الشعرُ إلّا جسمَ غانيةٍ

فالخدُ يُشغله والخصرُ والقدمُ

أن يبصر الشعراءُ الجنسَ ما لمحوا

إلاّ النساءَ وهم في مدحها الخدمُ

بكلّ عضْو أجادوا في النسا غزلاً

ما صدّهم عن خليعِ الوصفِ مُحتشمُ

بروا ضَلالاً من العورات الهةً

حتّى عبادتها جازوا بما نظموا

يا ويح شعر بكفِّ اللهو ريشته

يحذو الصبايا وعند الليلِ يحتلمُ

ما حرّك الريشَ إلّا طيف فاتنةٍ

كأنّما الجنسُ في أرواحهم صنمُ

ياليتهم للحجابِ الشعرَ قد نظموا

وكيف فيه وقارُ البنتِ يرتسمُ

وللأمومةِ برّاً ليتهم كتبوا

وكيف يُحيي عطاها الحبُ والألمُ

ما ضرّ لو كتبوا للخُلقِ مدرسةً

فيها النساءُ من الأهواءِ تعتصمُ

النسوةُ السترُ لا أجساد عارية

لها التقى حاجبٌ والأهلُ والشيمُ

المرأة البنتُ والأمُّ الّتي حملت

والأخت والزوج والدنيا ومعتصم

هي الهويةُ والمعنى لأسرتها

والقدرُ والشرفُ المكنونُ والرحِمُ

لا بأس في غزلٍ يهفو الفؤادُ له

يرقى حياءً وتُغني فكره القيمُ

لا خير في الشعر أن زاغتْ مقاصدهُ

وساقهُ عن دروبِ الحقّ مُغتنمُ

ما أعظم الشعر لو تسمو مبادئه

تقفو نداءاته الأحداثُ والأممُ