مررت بنجد والحمائم تهتف

مررت بنجدٍ والحمائم تهتفُ

فاذريت دمعي والركائب وقَّفُ

تذَّكرتُ اياماً سلفن بسفحه

عشية عاطاني المدامة اهيف

رئيق قوامٍ افتديه باسرتي

وان لامني فيه الوشاة وعنَّفوا

فما الورد الا من خدودك يجتني

وما الخمر الا من رضابك يرشفُ

سلوا رامة عن ناظريّ فكم غدت

برامة عيناي المدامع تذرفُ

لحا اللَه هاتيك المعاهد كم بها

ابيت ولي قلبٌ يذوب فينطفُ

وللَه ما بين الغوير وثهمد

واكناف نجد والابيرق موقف

وقفت به والغيد حولي تخالها

بدور دجىً يشرقن والليل مسدف

اسفت على تلك المعاهد والربى

وهيهات يجدي المستهام التأسفُ

يحنُّ لها القلب الشجي بلهفةٍ

لك اللَه هل يجدي الشجيَّ التلهفُ

دع اللوم عني يا هذيم فلم يكن

معاذ الهوى يصغى الى اللوم مدنفُ

علمت بأني يوم ادلج ركبهم

انادي وراء الركب ساعة اعنفوا

انادي وراء الظاعنين بعولةٍ

وكفِّيَ للدمع الهتون وهي تهتفُ

تطارحني بالشجو طوراً وتارةً

ابث لها وجداً له الدمع موطفُ