أظبى الردى أنصلتي وهاك وريدي

أظُبى الردى أنصلتي وهاك وريدي

ذهب الزمانُ بعدَّتي وعديدي

نشبت سهام النائبات بمقلتي

فلحفظ ماذا أتقي عن جيدي

ماذا الذي يا دهرُ توعدني به

أوبعدُ عندكَ موضعٌ لمزيد

طرقتني الدنيا بأيّ ملَّةٍ

ذهبت عليَّ بطارفي وتليدي

ما خلت رحب الصدر حتَّى فاجأت

عنِّي يضيقُ وفيه رحب البيد

الآن أصبحَ للنوائب جانبي

غرضاً وشملُ قوايَ للتبديد

طلعت عليَّ الحادثات ثنيَّة

لا يُهتدى لرتاجها المسدود

وإليَّ قد طلعت ذرًى من شاهقٍ

لا ترتقى هضباته بصعود

فنزعن من كفَّي قائمَ أبيضٍ

أعددته للقا الخطوب السود

قد ملت نحو الصبر حين فقدته

فإذا المُصاب بصبريَ المفقود

أفهل أذودُ الحادثات بكفّي ال

جذاء أم بحساميَ المغمود

عجباً أمنتُ الدهرَ وهو مخاتلي

ورقدتُ والأيامُ غير رقود

وأنا الفداء لمن نشأتُ بظلِّه

والدهرُ يرمقني بعين حسود

لم أدرِ ما لفحُ الخطوب بحرّها

وهواجرُ الأيام ذات وقود

ما زلتُ وهو أحنى عليَّ من أبي

بألذِّ عيشٍ في حماه رغيد

حتَّى رماني في صبيحة نعيه

أرسى بداهيةٍ عليَّ كؤود

ففقدتُه فقدَ النواظر ضوءها

وعججتُ عجَّة مثقلٍ مجهود

ما لي وللأيام قوّض صرفُها

عنِّي عمادَ رواقي الممدود

عثرتْ فجاوزت الإِقالة عثرةٌ

وطئت بها أنفي وأنفَ الجود

ومضتْ بنخوة هاشمٍ وإبائها

فطوتهما والصبرَ في ملحود

حملت بكاهلها الأجبّ لفقده

ثقلَ المصاب وركنها المهدود

وشككت مذ تحت الضلوع قلوبُها

رجفت صبيحةَ يومها المشهود

أبه نعى الناعي لها عمرو العُلى

أم شيبة الحمد انطوى بصعيد

فكأنَّما أضلاعُ هاشم لم يكن

أبداً لها عهدٌ بقلبِ جليد

ما زال يوعدها الزمان بنكبةٍ

صمَّاءَ تأخذ من قوى الجلمود

حتَّى أطلَّ بوثبةٍ فتبيَّنت

ذاك الوعيدَ بيومها الموعود

لم تقضِ ثكل عميدها بمحرمٍ

إلاَّ وأردفها بثكل عميدِ

يبكي عليه الدينُ بالعين التي

بكت الحسينَ أباه خيرَ شهيد

إن يختلط رزءاهما فكلاهما

قصما قرَا الإِيمان والتوحيد

وأرى القريض وإن ملكتُ زمامه

وجريتُ في أمدٍ إليه بعيدِ

لم ترضَ عنه غيرَ ما قدَّرته

في مدح جدِّك طاهراً في الجيد

أمنت حشاشتُك الروائعُ لا تخف

جورَ الزمان عليَّ بالتنكيد