كما قلتم والله ليس له ند

كما قُلتمُ والله ليس لَه نِدُّ

فإنَّ التهامي في الورَى علَمٌ فردُ

به قَرَّطَرفُ المجدِ والجُودِ في الدُّنَى

فهزَّ به أعطافَه الجودُ والمجدُ

إذا ذُكِرَ الباشا التِّهامي بمَحفِلٍ

تَساءلَ ذاك الحَفلُ هل عَبِقَ النَّدُّ

هُمامٌ له في كلِّ قلبٍ مكانةٌ

رفيعةُ شأنٍ ملؤُها الحُبُّ والوُدُّ

إذا قيلَ من فَردُ المكارِم والندَى

تُشيرُ أكُفٌّ للتهامي ولا تعدُو

هو البحرُ لكِن ماؤه العذبُ سائغٌ

وليسَ له جَزرٌ وليس له مَدُّ

وتستَعِذِبُ الأفواهُ تكرارَ وصفِه

ولا عَجَبٌ من ذَا فأوصَافُه شَهدُ

ورَبعُه للقُصَّادِ ما زال كَعبةً

فمِن طارقٍ يُمسِى ومِن طارقٍ يَغدُو

يعجُّ براجٍ نيلَه وبمُختَشٍ

جَنَى إذ لهم مِنه وَعيدُه والوَعدُ

فما الأسدُ الوَردُ الذي تعرِفونَه

بغابٍ بلَى هَذا هوَ الأسدُ الوَردُ

توابضُعُه قد زادَ جاهَه رفعةً

كما ضَاء بدرُ الشُّهبِ ليسَ به بُعُد

صفاتُه قد أفنَى قريضِىَ عَدُّهَا

فليسَ لِشعرٍ أو لِنثرٍ لها عَدُّ

تبارك مولًَى جادَ عنه بِأنعُمٍ

وألهمَهُ ترديدَ ربِّ لكَ الحمدُ

يُلاقيك بالتَّرحَاب قبلَ نَوالِه

كشَمسٍ لدَى الإشراقِ يَقدمُها السعدُ

تُسَلِّي فُؤادِيَ طَلقَةٌ مِن جَبينِه

وتمتَدُّ أفراحِي مَتى هي تمتَدُّ

لكَ الله يَا قلبي غداةَ فِراقِه

فلستَ تطيقُ الصبرَ عن قُربِه بُعدُ

ولستُ أُطيقُ الصَّبرَ عن سيِدٍ إذا

بَدَا لي فكلُّ ما أرومُه لي يَبدُو

ولكن تمَّهل يا فؤادي فإنَّ لِي

أكارِم وَعدٍ منه يعرفُها نَجدُ

لِذاك نجَاحي في مُنانئِي محقَّقٌ

إذا رَضيَ المولَى فقَد نجَح العَبدُ

أُكرِّرُ ما قد قلتُه له سابِقا

وقد يَعذب التَّكرَارُ إِن عذُبَ الوردُ

كَفاني فخرا أنَّنِي شاعرٌ لِمَن

مآثرُهُ بينَ الورَى ما لها حَدُّ

إذا ما عظيمٌ صالَ يوما بشاعِر

فَصُل بابنِ إبراهيمَ من لا له نِدُّ

هُو الشاعرُ الفردُ الذي شهِدَت لهُ

عدُولُ المعَاني أنهُ الشاعرُ الفردُ