يا سيدي عشت لي وبعدي

يا سيِّدي عِشتَ لي وبَعدِي

وأرضُ نعليكَ صَحنُ خَدِّي

بعثتُ يا سَيدي كِتابا

إلَى حِماكُم وإنَّ قَصدِي

أبنِي عليه أساسَ نَظمٍ

يفوقُ في الحُسنِ نظمَ عِقدِ

موضُوعُه مِيزَةٌ أراهَا

في كرَة الأرضِ ذاتُ فقدِ

وَهيَ أن الرشيدَ لمَّا

شاعِرُه يَجتَدِي لِرِفدِ

إبعث إليهِ به وهَذِي

والحمدُ للهِ أيُّ حَمدِ

لم تَبقَ إلا لَدَيكُمُ مَع

شاعِرِكَ الفردِ أيُّ فردِ

وذي مُلوكُ الورَى جَميعا

شَرقا وغَربا وخَلفَ هِندِ

بٍِواحدٍ منهُمُ فكَِّب

قَولِي هذا علَى التَّحَدِّي

أما تَرى الآنَ صِدقَ قَولي

وخِبرَتِي بالوَرَى ونَقدِي

وفَرطَ غَوصِي علَى خَبايَا

كَنزِ مَزايَا لكُم ومَجدِ

وكم إذا ما اكتَشَفت منها

نَزراً أرَانِي حليفَ رُشد

مُجدِّدا للرشيدِ عَهدا

وكوكَبا في سَمَاء سَعدِ

وفَخرِ غربٍ على سِوَاه

وماجِداً عَن أبٍ وجَدِّ

ومُعجزِ الواصِفين طُرَّا

ومَن مَزاياه دون عَدِّ

عندكَ كَم من جميلِ فِعلِ

فىَّ وشُكرِ الجَميل عِندِي

قَلبي وحُبِّي وكلُّ شِعري

إليكَ أُهدشي إليك أُهدي

وبك إن يَفتخر ويَزهَى

شاعرُك المُفرَدُ المُفَدِّي

فَصُل به وافتخِر وأعلِن

إخلاصَه واحتفاظَ عَهدِ

كيفَ ولي أنتَ عند ضَيقي

يا خيرَ مولى لِخيرِ عبدِ