ما لي أنادي يا عديل فؤادي

مَا لِي أُنادِي يا عَديلُ فُؤادِي

زَمنا ولستَ تُجِيبُ حِين أُنادِي

أنسِيتَها مِن مُدة لم نفتَرِق

فيهَا معاً كحمائِلٍ ونِجَادِ

وأبَحتَ لي مِن حُسنِ روضكَ نُزهةً

بِحيَاض عِرفانٍ وحُسنِ نَوَاد

بِشَذَاه طورا مُنعِشا نفسِي وَطو

را ناظِري بقَضِيبه المَيَّاد

لاتِينىَ الأحيَاءِ هَل من عَودةٍ

للِقائِه تَشفِي غليلَ الصَّادِي

لم تَحتجِب باريسُ عَن رُوَادها

إلاَّ لِتُذكِي لَوعَةَ الرُّوادِ

وتزيدُ في أعيادِها عِيداً وهَل

أيَّامُ بَارِيسٍ سِوى أعيَادِ

وتُطِلُّ مِن عَليائِها مُتَبسِّما

مِنها مُحَيَّا اليُمنِ والإسعَاد

هيهاتَ تَهدِمُ ضَربةٌ مِن مِعولِ الط

طُغيانِ صَرحَ حضارةِ الأمجَاد

قالوا خَبَت بينَ الرَّمَاد شَرارةٌ

فاليومَ سل عنها شَتِيتَ رَمَاد

للِه مِن نارِ البُطولةِ جَذوةٌ

زادت حَرارَتُها عَن المُعتاد

خَالوهُم الأغنامَ لمَّا استأسَدُوا

زَمنا عليهِم بعدَ فقدِ عَتَاد

حتَّى أتى زمنُ الفِصال مُمَيِّزا

مَن مِنهمُ الأغنَامُ مِن آسادِ

فَدرى الدَّخيلَ ولم يَكن يَدرِي بأن

نَ الدَّاخِليِ قد كانَ بالمِرصَاد

غرَسُوا كأوتادٍ رجاء نَمَائِها

لا تُورِقُ الأعوادُ مِن أوتَاد

قد كَان ذا مِن قَبلِ ذا مُتيقِّنا

رغما عن الإِرغَاء والإِزبَاد

حتى أتى إبَّانُه فتلاقَيا

فكأَنما كانا علَى مِيعَاد

إنَّ الشدائدَ للعَزائِم صَيقَلٌ

سِيما إذا مرَّت عنِ الأنجَاد

والعَضبُ بعدَ الشَّحذِ أروعُ ما يُرَى

في فَريهِ هَاماً عنِ الأجسَاد

لا أيتَم الرحمانُ من مَرآك يَا

أُمَّ العَواصِم أعيُنَ الأولاَدِ