هو نصر قد جاء يعقب نصرا

هو نصرٌ قد جاء يَعقُبُ نَصراً

وكذا الأفقُ نَجمَةٌ تِلوَ أخرى

يَتَوالى حتى يَحينَ منَ الإش

راقِ وقتٌ لها فتَسطعُ فَجرا

هكذا شأنُ كلِّ باغٍ أثيمٍ

زَرَعَ الشَّرَّ فهو يحصُد شَرَّا

كورسيكا مَوطِنُ اللُّيوثِ فتَأبى

أن تَرى فيها لِلثَّعالب وَكرَا

مثلُ حَظِّ الأفرادِ حظُّ شُعوبٍ

فهيَ طَوراً تَشقى وتَسعدُ طَورا

لم يَزِدهُم على يقينٍ يَقيناً

فَبِه قَبلَ وقعِه همُ أدرى

بل أتاهُم بِرايةٍ لانتِصارٍ

طالما قد أتاهُ سِرًّا وجَهرا

وإذا البَدءُ كانَ فَتحاً مُبيناً

فختامٌ مِن بابِ أولى وأحرى

ساء فالٌ لَهم فقد حَسِبوها

لَهُمُ قَصراً لكنَ ألفوَه قبرا

غامضٌ سِرُّ ذي الحَياةِ فما يَد

ري الفَتى لِلحياةِ ما عاشَ سِرّاً

كم مُجِدٍّ يَسيرُ سَيراً حَثيثاً

وهوَ لِلحَتفِ والرَّدى جُرَّ جَرَّا

حاط فيها بِهِم منَ الأسرِ جَيشٌ

غَرَسوا في الذِّئابِ ناباً وظُفرا

يَمَّموها وهُم جِياعٌ ولكن

اُطعِموا عَلقماً وصاباً وصِبرا

لا يَضيرُ الحسناءَ يَخطُبُها فَد

مٌ لها كانت روحُه بَعدُ مَهرا

طَلَبوا ظهرَها لَهُم مُستَقَرَّا

فأعارَتهُم بطنَها مُستَقَرَّا

فلِهِتلِيرِهِم عَزاءً عَزاءً

عظَّم اللهُ في انتِصاركَ أجرا

حجَبوا عنهُم السَّماءَ بِجُندٍ

مُمطِرٍ فَوقَهُم صَواعِقَ تَترى

ثم سَدُّوا علَيهِمُ كُلَّ بابٍ

لِلنَّجاةِ المُرَجَّاةِ بِرّاً وبَحرا

وأتَوهُم كأنَّهم في سَلامٍ

هل رأيتَ الحَمامَ أبصرَ صَقرا

فأَسيرٌ لم يُغنِ عنه قَتيلٌ

وقتيلٌ لم يُغنِهم عنهُ أسرى

أحدَقوا بِهِم ونادَوا هلُمُّوا

واعلَموا مِن هَلاَكِكُم لا مَفَرَّا

هو نَصرٌ أتى يُبَرهِنُ عَمَّا

كانَ أهلُ النُّهى تَقولُه جَهرا

لم يَعيشوا من فوقِها غَيرَ نَزر

حَسِبوهُ في آخِرِ الأمرِ دَهرا