متى أخدرت إلا الأسود الضراغم

متى أخدِرَت إلا الأُسودُ الضَّراغِمُ

وهل اُغمِدت إلا السيوفُ الصَّوارمُ

وما السِّجنُ إلا عالَمٌ مُتجدِّدٌ

وَللهِ في هذا الوُجودِ عَوالِمُ

ولم تُرخَ فيه لِلنُّفوسِ أعِنَّةٌ

ولم تُنتَهك لِلمَرءِ فيه مَحارِمُ

تَرى مِن كبيرٍ أو صغيرٍ جميعُهم

سواسيةٌ والكلُّ كاسٍ وطاعمُ

فيا سجنُ إني في جِواركَ آمنٌ

عَبوسَ قُلوبٍ والثُّغورُ بَواسِمُ

فيا سجنُ إني في جِواركَ آمنٌ

جَحيمَ فِعالٍ والكلامُ نَسائمُ

إذا انسجَمَت مني الدموعُ ندامةً

فماذا عسى تُغني الدُّموعُ السَّواجِمُ

وما أنا إلا سلعةٌ بادَ أهلُها

ولم تَلقَ مِن آتٍ إليها يُساوِمُ

بَنيتُ على رملٍ أساسَ وِدادهم

وإني إلى ذاكَ الأساسِ لَهادِمُ