شكا من أذهب البلوى وزالت

شَكا من أذهَبَ البَلوَى وزالتْ

بحكمتِهِ شِكاياتُ البِلادِ

وما قَدَرَ الزَّمانُ على يَديِهِ

فصادَمَ رِجلَهُ بيَدِ الجوادِ

تحَجَّبَ كالسَّرارِ فعادَ بَدْراً

وكانَ لِقاهُ أشهَى في المَعادِ

وما احتجَبَتْ لوائِحُهُ فكانت

كضَوءِ الفجرِ دُونَ الشَّمس بادِ

رَسولٌ رَدَّ قوماً عن ضلالٍ

فقادَهُمُ إلى سُبُلِ الرَّشادِ

ونادَى بينَهم يا قومُ إنّي

أخافُ عليكُمُ يومَ التَّنادِ

عَبِثتمْ بالكتابِ وقد لَطَختمْ

بياضاً للحنيفةِ بالسَّوادِ

وقُمتْمُ في البِلادِ كقوم عادٍ

ولَسْتم في شريعةِ قومِ عادِ

أتَى الأعرابَ من أبناءِ تُركٍ

سَمِيُّ مُحمَّدٍ للخَلْقِ هادِ

تَلقَّى ما بهِ الأعجامُ فاهت

وما نَطَقَتْ به عُربُ البَوادي

لهُ في النَّاسِ حُسَّادٌ على ما

يَرَونَ بهِ وليسَ لهُ أعادي

يُجازِي كُلَّ ذي ذَنْبٍ بعَدْلٍ

فيَعذِرُهُ ويَبقَى في الوِدادِ

وَزيرٌ في طريقِ اللهِ يَسعى

فليسَ يُريدُ ظُلماً للعِبادِ

بهِ عاشَتْ بقايا آلِ عيسى

كذاك العَيشُ يَحصُلُ بالفُؤادِ