لله يومان تحكي غمض أجفان

لِلَّهِ يَومانِ تَحكي غَمضَ أجفانِ

مِن فَرطِ بَهجَتِها لِلَّهِ يَومانِ

يَومانِ يَومانِ في أُوريكَةٍ سَلَفَت

كَأَنَّهَا مِنحةٌ مِن كَفِّ رِضوانِ

في مَنزِلٍ قد حَوى كُلَّ المَحاسِنِ مِن

مُنى قُلوبٍ وأبصارٍ وآذانِ

ألرَّوضُ أضحى لِفَرطِ البِشرِ مُنتَشِياً

فَتَلتَقِي فيهِ أغصانٌ بِأَغصانِ

ومَنظَرٌ خَلَعَ الحُسنَ عليه حُلًى

يَدُ الطَّبيعةِ وَشَّتها بِإتقانِ

فَثَوبُهُ السُّندُسِىُّ رَصَّعَتهُ يَدا

أزهارِهِ بَيَواقيتٍ ومَرجانِ

أمامَ وادٍ به ذَوبُ اللُّجَينِ جَرى

ماءً زُلالاً شَفَى غَلِيلَ ظَمآنِ

ومَحفلٌ بِوُجوهِ القَومِ مُزدَهِرٌ

قَد أمَّهُ الناسُ مِن عُجمٍ وعُربانِ

ومِن عَذارَى كَباقاتِ الزُّهورِ شَذاً

شواعرٌ صَدَحت تَشدو بِألحانِ

وصافِناتُ جِيادٍ في مَلاعِبها

هَبَّت هُبوبَ رِياحٍ تحتَ فُرسانِ

ولِلقِراءَةِ طُلاَّبٌ قدِ اجتَمَعوا

وسادةٌ مِن ذَوي عِلمٍ وعِرفانِ

وللِصَّحيح البُخارِي في الضُّحى خَتَموا

فَالنُّورُ مِنهُ ومِنها اليومَ نُورانِ

وفي العَشِيَ لِمُحتاجٍ بِساحَتهِ

مَوائِدُ صُفِّفت من كُلِّ ألوانِ

تَرى وُفودَ الورى تَترى وَكُلُّهُمُ

لِذلكَ الرَّبعِ شَوقاً جِدُّ لَهفانِ

يُقابِلُ الكُلَّ بِالتَّرحابِ ذو خُلُقٍ

يَحكي شَذَا زَهرِ رَوضٍ غِبَّ هَتَّانِ

مَن غُرِسَت في حَشَا النَّاسِ مَحَبَّتُهُ

وَهَيبَةٌ له مِن قَاصٍ ومِن دانِ

محمدٌ يَا ابنَ عبد الله نَجمُ عُلاً

سَمِىٌّ فَخرِ الوَرى مِن آلِ عَدنانِ

أَلقائدُ القائِدُ الخَيراتِ طالِعُه

اَخو مُحَيّا بِماءِ البِشرِ رَيَّانِ

ما شِئتَ مِن أدَبٍ جَمٍّ ومِن كَرَمٍ

يُزري بِحاتِمِ طَيٍّ وابنِ عَجلانِ

طَلقُ المُحَيَّا بشوشُ الوجهِ طَلعَتُهُ

تُنسيكَ ما بِكَ مِن هَمٍّ وأحزانِ

ذو رُتبةٍ زانَها مِنه تَوَاضُعُهُ

فَزَادَهُ في الوَرى شاناً على شانِ

لا عَيبَ فيهِ واللهِ غَيرُ واحِدَةٍ

يَنسَى ضُيوفَه فِي أَهلٍ وأوطانِ

اَلقلبُ فِي حُرَقٍ مِنِّي لِفرقَتِهِ

يَزيدُ لاعِجَها شَوقي وتَحناني

اُوريكةَ بِجَنابِ القائدِ ابتَهِجى

بِه فَإِفتَخِري عَن كُلِّ بُلدانِ

كما أَحاطت بِبَدرِ التّضمِّ أنجُمُهُ

بِهِ أَحيطوا يَكُن روحاً لأبدانِ

فإِنَّهُ السَّيِّدُ المَيمونُ طَالِعُهُ

وذاكَ سارَ بِهِ حديثُ رُكبانِ

أللهُ يُبقيهِ لِلعَلياءِ مُفتَخَراً

واللهُ يَعصِمُه من كُلِّ شيطانِ