قد غاب عبد الله عني من غدا

قد غابَ عبد الله عنِّي مَن غَدا

لِي في الكَوارثِ إن دهتنِى يَنفعُ

قد غَاب لي بَصرِي الذي به مُبصرٌ

قد غَاب لي سمعِي الذِي به أسمَعُ

ما ضرَّني لو كَان لي مُودِّعا

ما ضرَّهُ لو أننِي مُتوَدِّعُ

سَافرتَ يا عبدَ الإله مُبكِّرا

وتركتَ قلبِي بالجَوَى يتقَطعُ

إن لم تُشَيِّعه بِعَينَى نظرةٌ

فالدمعُ والذكرَى إليه تُشَيّعُ

مَا حيلتِي والجسمُ غابت روحُه

والجسمُ بعد الروح لا يتمتَّعُ

ما حيلَتي والفكرُ عُدتَ صِقَالَه

وصِقالُه منه حَقائقُ تَسطَعُ

لَم أنسَ مَجلسَه الثمينَ وما بِه

مِن حكمةٍ عن غَيره تتَرفَّع

يا مَن يُبَشِّرني بقُربِ قُدومه

أُطلُب حياتِي إنني لا أمنَع

قد أَظلمَت مراكُشٌ مِن بعدِه

يا كوكبَ الحمراءِ هل تَتطلَّعُ