فقد الأحبة موقف كالموقف

فَقدُ الأحبَّةِ مَوقفٌ كالمَوقفِ

اختَار عنهُ وقفَةً في الموقفِ

فلهَذِه ربٌّ يُقَابلُ بالرِّضَى

ولَهيبُ ذلكَ في الحشَا لا يَنطَفِي

اللَّهَ في قلبٍ تقطَّعَ حسرَةً

من أجلِ أحبَابٍ أمَامه تَختَفي

فقدُ الأَحبَّة مَا أَمرَّ وقُوعَه

في قلبِ صبٍّ لم يجِد مِن مُسعِفِ

حتَّى متَى يَبرِي الزمانُ سِهامَهُ

وإلَى متى يُرمَى بها قلبِي الوفِي

أنصف بحقِّك يَا زمانُ مُسَهَّدا

لم يلقَ فيمَن حولَه مِن مُنصِفِ

حَالي كحالةِ طَائرٍ قد ضمَّهُ

شَرَكٌ فرامَ خَلاصَهُ بِترَفرُفِ

وأنَا أُحاولُ ما أحَاوِل عَاجِزاً

عنهُ فمَوقفُهُ يُشَابهُ موقِفِي

لله أحبابٌ فقَدتُ بفَقدِهم

اُنسِي وصَفوَ فؤَادِى المتَلهِّفِ

لله أيَّامٌ نعِمتُ بِقُربِهِم

في ظلِّهَا وبنا اللَّيالي تحتَفِي

والدهرُ مُغضٍ طَرفَه عن شَملنَا ال

مَجمُوع في صَفوٍ وحُسنِ تأَلُّفِ

حتَّى دهَانىَ ما دهَانىَ فيهمُ

وأسَاء دَهري بعدَ حُسن تَصرُّفِ

فوضَعتُ كفِّى تحتَ خدِّىَ خاضِعا

ووضَعتُ أُخرى فوقَ قلبي المُرهَفِ

غَابوا وغابَ صَفاءُ عَيشِي بعدَهُم

فالقلبُ بينَ تَحَسُّرٍ وتلَهُّفِ

سَاروا وأوصَوا بي دُموعاً ذُرَّفاً

ولقد سئِمتُ منَ الدُّموع الذُّرَّفِ

رُحماكَ يا اللَّهُ رَحمةَ ضارِعٍ

لك مُدُّ كَفُّ اليائِس المُستَعطِفِ

حتى متَى أرعَى الكَواكِب سَاهراً

وأعُدُّهَا مِن طالِعٍ أو مُختَفِ

قد صِرت غَيرِي بعدَ فقدِ أحِبَّتي

مِن فرطِ ما قد مَسَّ قلبِي المُدنَفِ

فكأنَّ هذا البينُ جاءَ مُبَيِّناً

ضعفَ القِوي وقُوَّةَ المُستَضعَفِ

لِله سرٌّ في العبَاد فكم نَرا

هُ يصطِفي لِعبَادهِ ما يَصطَفِي

وَيُمنُّ بعدُ بِلُطفِه عن عَبدِه

حتَّى يَذوقَ حلاوةَ اللطفِ الخَفِي