محمد محمود الزبيري شاعر وثائر وسياسي يمني،يسمى بأبي الأحرار ولد سنة 1910 م، في حي بستان السلطان في مدينة صنعاء ،نشأ الزبيري يتيما فتعلم القرآن وحفظه صغيرا، وكان الناس يحبونسماعه منه لحلاوة صوته، وتنقل في طلب العلم بين الكتاب والمدرسة العلمية والجامع الكبير بصنعاء.. وقد مال في طفولته إلى العزلة والانطواء، وكان يقضي أوقاته بالمطالعة والتأمل في الحياة وفيما حوله؛ فنشأ مرهف الإحساس والشعور، فنظم الشعر وهو دون العشرين. مال إلى الأدب عامة والشعر خاصة، فدرسه حتى تمكن من نفسه، فهام به أي هيام. وقبل نشوب الحرب العالمية الثانية انتقل إلى مصر ليتم دراسته، فالتحق بدار العلوم حصن اللغة العربية، وقبل أن يتم دراسته فيها عاد إلى اليمن عام 1941 م وكانت الأوضاع فيهامتردية، استشرى فيها الفقر والمرض، بدأ حياته في السياسة وهو طالب في كلية دار العلوم بالقاهرة، عاد إلى اليمن حاملاً مشعل التنوير من خلال جمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي أسّسها بعد عودته، فكان جزاؤه السجن، ثمّ الفرار إلى “عدن” عاصمة الجزء المحتل من البلاد آنذاك، وقد نجح مع بعض رفاقه في تكوين أول عمل صحفي من نوعه للتعريف بالأحوال في مملكة الإمام يحيى، وفي دعوة المواطنين إلى الثورة، والقضاء على ذلك النظام العتيق، وقد نجحت الدعوة وأثمرت في الإطاحة بالإمام يحيى. كما عاش الزبيري حيناً من الدهر بين الغربة والتشرد، يبكي مصرع الرفاق ويُهدهد الحنين إلى الوطن، ويُحرّض الثوار بشعره ونثره. تقلّبت الحياةُ بالزبيري من شاعر إلى صحفي إلى وزير، إلى مهاجر، إلى زعيم سياسي، وحين قامت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م التي أطاحت بالحكم الإمامي استدعى الضباط الثوار الأستاذ الزبيري؛ لعلمهم أن مجيئه ومشاركته في الحكم يضفيان على الحكم شرعية كانوا بحاجة إليها، خصوصا أن الثورة لم تنته من خصومها من الملكيين الذين كان لهم الكثير من الأنصار بسبب الصبغة الدينية التي كانوا يضفونها على أنفسهم، فعاد الزبيري إلى صنعاء، وأُعد له استقبال مهيب لم تحظَ شخصية جماهيرية بمثله وعين وزيرا للمعارف في حكومة الثورة، ثم نائبا لرئيس الوزراء وعضوا في مجلس الثورة حتى استقال عام 1964. ترك الزبيري آثارا وبصمات وأعمالا تدل على عظمته وعلمه وحبه لشعبه، ولم يترك الزبيري قضية عربية أو إسلامية إلا وتحدث عنها شعرا أو نثرا، ولعل من أشهرها قصيدة "عالم الإسلام" التي ألقاها في مؤتمر حاشد في باكستان. كما اهتم الزبيري في أشعاره بقضية الإسلام الأولى "فلسطين"، وله فيها قصيدته الشهيرة "في سبيل فلسطين"، وله قصيدة مشهورة بعنوان "ثورة"، وهي من أشهر القصائد الحماسية لشاعر الثوار. وللزبيري مؤلفات كثيرة؛ منها ما طبع، ومنها ما لم يطبع إلى الآن.. نذكر منها 3 دواوين شعر، هي: "صلاة في الجحيم"، و"ثورة الشعر"، و"نقطة في الظلام". ورواية واحدة هي "مأساة واق الواق"، وله عدد من المؤلفات السياسية والرسائل الثقافية؛ منها "الإمامة وخطرها على وحدة اليمن"، و"الخدعة الكبرى في السياسة العربية"، و"مطالب الشعب". اصدر شاعرنا ديوانين الأول " ثورة الشعر" والثاني : " صلاة في الجحيم" ، وما نشر في هذين الديوانين هو الجزء الاقل من شعره، ولازالت هناك مجموعات كبيرة من شعره تنتظر من يقوم بطبعها. صدر للشاعر الكتب السياسية التالية: دعوة الاحرار ووحدة الشعب الإمامة وخطرها على وحدة اليمن الخدعة الكبرى في السياسة العربية مأساة واق الواق، تحدث فيه عن مصير جلادي اليمن وعن مصير الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن اليمن وشعبه متبعاً اسلوب، " رسالة الغفران" للمعري. أغتيل سنة 1965م، برصاصة غدر وحزن الناس على فراقة.
السابق
التالي