من بطن أمك للجدث

من بطن أمك للجدث

ما كان بينهما عبث

يطغى ابن آدم معجبا

والبطن ملأى بالخبث

وحياته مقسومة

ما بين أكل أو رفث

أو ليس أكبر لذة

لك في لذائذها الطمث

والمرء فيها حادث

وكأنه ما قد حدث

والعمر يجري لاهثا

لو كان يخطو ما لهث

والكل فيها راحل

من ذا الذي فيها مكث

فاعلم بأنك ميت

ودع الرقى فيمن نفث

لا تركنن لفيلو

ف في الحياة إذا بحث

حيث التكهن مطلقا

فيه السمين وفيه غيث

لم يجن من خيراتها

إلا الذي فيها حرث

أما السماء فلا وصو

ل لها استرح فالحبل رث

إن الحياة وكنهها

سر إلهي لا يبث

انظر مآلك من أبي

يحيى وقد لم الشعث

ما صده شيء على

أمر نواه إذا انبعث

غلث الخبيث بطيب

ماذا عيه إذا غلث

قد عاهد اللّه على

قبض النفوس وما نكث

يمشي بأمره لا يمه

ل في المسير ولا يحث

ما حاد يوما عن طري

قته ولا بفتى اكترث

ما كان يغرس في الترا

ب من الأنام به يجث

لا ضير ويحك أن تقل

من بطن أمك للجدث