يا منعما قبل السؤال على الورى

يا مُنعِماً قبلَ السؤالِ عَلى الورى

يا مَن لهُ الشكوى إِذا خطبٌ عَرا

يا مُكرماً لِعبادهِ بثوابهِ

يا آمراً للمُبتلى أَن يَصبرا

بَلواك حجبٌ للقلوبِ عنِ السوى

فهيَ النعيمُ وَشَأنها أَن تُشكرا

لَولا اِدّعائي أن يقاومَ بَطشها

لَسَألت جهدي أن تَزيد وَتكثرا

لَكنّ مَعرِفتي بِقدري أوجَبَت

أَن أَشتَكي ضعفي وَأَن لن أقدرا

فَالصبرُ يُلجِمني عَنِ الشكوى رضاً

عَنكم وَحالي ليس يفتأُ مُخبِرا

ذِكراكَ تَكفيني السؤالَ فمؤنسي

إِن أوحَشت ظلمُ البلا أَن أذكرا

ما إِن ذكرتكَ وَالخطوب مضلّةٌ

نَهج النهى إلّا وَأَصبح مُبصرا

حَسبي بِذِكري لا يضرُّ مَعَ اِسمهِ

شَيءٌ وذلك جنّتي أن أحذرا

أَشهدتَني اللّهمّ فَضلك عاجلاً

مِثلَ الّذي أشهدتني أَن تقهرا

لا تَمتحنّي بِالبلايا إنّني

مِنها أفرُّ إِليك حتّى تدبرا

أَنا في حِماكَ جليسُ ذكركَ عائذٌ

بِجميلِ لُطفك كَيف أخشى منكرا

عَوّدَتني مِن بحرِ فضلك منهلاً

صافٍ فعوّذ مَنهلي أَن يكدرا