حديث عنقاء صب أدرك الأملا

حَديثُ عنقاءَ صبٌّ أدركَ الأملا

أَو رامَ يَسلو هَوى مَن شاقهُ فَسلا

لا أَحسبُ الوصلَ حظّاً في الصبابةِ بَل

حظّي منَ الحسنِ أنّي بعضُ مَن قُتلا

حَقّاً لَقد نصحَ العذّالُ لَو قَبِلوا

وَربَّ نصحٍ برغمِ المرءِ ما قُبِلا

إِن كانَ بالسبقِ قَد يُقضى لذي أثرٍ

فَالسيفُ مِن لحظِ موسى يسبقُ العذلا

طَلبتُ حيلةَ بُرئي في محبّتهِ

وَحيلةُ المُبتلى أَن يتركَ الحيَلا

أمّلتُ عطفتهُ في لحظة سَقمي

فَنصّ لي لحظهُ الأمراضَ والعِللا

يا مَن غدا كلُّ لفظٍ فيه من طمع

نَعم وَمعناهُ في شرحِ الصبابةِ لا

قَد صارَ نَثريَ تعليلاً بلا ظفرٍ

عَسى وليتَ وَشعري كلُّه غَزلا

مَنعتَني يقظة ردّ السلامِ فلم

أَطمَع بِشكواكَ يوماً بعض ما نزلا

هَيهاتَ قد كنتُ أَرجو النومَ علّي أَن

أَجرأ على الطيفِ في تكليفهِ القبلا

كَسا خضابُ اِصفرار بِالضّنى جسدي

يَزيدُ جدّته جِسمي بلى وبلا

عَيناهُ تَصبغهُ صبغاً وتحسبهُ

لَو كانَ ينضحُ مِن ماءٍ لَما نَصلا

شَوقي إليكَ ولا حمّلت شوقي وقد

أَعادَني بينَ أربابِ الهوى مثلا

أَفنى اِصطباري وَجسمي والفؤاد كما

أَفنى القوافي وَأَفنى الدمعَ وَالحيَلا