ما للمليحة لا تبيح رقادي

ما لِلمَليحَة لا تُبيحُ رُقادي

وَيَسُرّها أَرقي وَطولُ سُهادي

بُخلاً وَضَنّا أَن يَزورَ خَيالُها

وَيُلمَّ بي فَيَبُلَّ غُلةَ صادي

أَبَخيلَةً بالطيف مَن لمُتَيَّم

قَد كانَ طالِب خلّةٍ وَوداد

والآنَ يَعثِر في عُقود دُموعِهِ

قَولي لعاً أَطمعهُ في الإِسعاد

فَإِذا أَبل فَواصِلي أَو صارِمي

غَلَبَ الغَرامُ فَما تُريدُ مُرادي

يا ضَرَّةَ البَدرِ المُنير وَحَسرَةَ

الغُصنِ النَضير وَفِتنَةَ الزُهاد

ما كانَ ضَرَّكَ يَوم زُمَّ ركابُنا

وَالعيس مُصغية لِصَوت الحادي

أَن لَو نَظَرتِ إِلى قَتيلك نَظرَةً

فَتَكون في جَوب المَهاوي زادي

يا عاذِلي لا تُفشِ مِن سِرِّ الهَوى

سِرَّ امرىء ذي خِبرَة نقّاد

أَهوى المُمنَع وَصلها وَيَصُدَها

مَهما تُريدُ جَدى عَدى وَعَواد

غَرّاء يَحميها الجَمالُ وَتارَةً

تُحمى بِأَطراف القَنا المَيّاد

تَنبو عَلى خُضرِ الزَمان خَلائِقي

وَتَصَدُّ عَنهُم مُهجَتي وَتُعادي

وَأعفُّ أَحياناً وَأصرفُ هِمَّتي

لِمَديح مالِك خِلَّتي وَوِدادي

الفاضِل الصَدر المُقَرَب أَحمَدٍ

أَعني أَبا الأَضيافِ وَالقُصّادِ

سِرُّ الكِتابَةِ وَهوَ كاتِبُ سِرِّها

أَبدَتهُ يَنقَعُ غُلَّةَ الأَكبادِ

مِن بَعدِ ما كادَت رُسومُ طُروسِها

تَمحى كأن سَقيَت بِصَوب عهادِ

فَأَتى يُجَدِدُ فَخرَها وَيُمُدُّها

بِبَدائِعٍ كالحلي في الأَجيادِ

أَشهى عَلى الأَسماعِ مِن نَيل المُنى

وَأَلَذَّ مِن صِلَةٍ بِلا ميعادِ

آياتُ إِحسانٍ جَعَلتُ فُصولها

تُتلى عَلى الأَحقابِ وَالآبادِ

فَضلٌ مِن المَوى عَلَيكَ أَفاضَهُ

فاشكُرهُ فَهوَ مُكَرِّرُ الإِمدادِ

وَاِذكُر أَخاكَ رَهينَ شُكرِكَ إِنَّهُ

مِن رَيبِ هَذا الدَهرُ بِالمرَصادِ

واخَجلتاهُ وَأَنتَ أَنتَ وَراحَتي

مِمّا تُؤَمِّلُ في مَنيع قَيادِ

لا عاجِزٌ فَأَقولُ مَعذِرَةٌ لَهُ

أَوَلَستَ مَوضِعَ زُلفَةٍ وَأَيادِ

وَإِليكها غَرّاءَ حُسنُ حَديثِها

يَستَوقِفُ الأَسماعَ في الإِنشادِ

جاءَت عَلى اِستِحيا تُهَني مَجدُكُم

بالعيدِ دُمتَ الدَهرَ لِلأَعيادِ

يَرنو لَها شَزراً حَسودي فيكُمُ

لا زلتَ في عَلياكَ ذا حُسّادِ

وَبَقيتَ للعليا تُجَدِدُ رَسمَها

وَتُصانُ للإِسعاف وَالإِسعادِ

ما لاحَ فَجرٌ بَعدَ لَيلٍ دامِسٍ

وَتَغَنَّت الوَرقا عَلى الأَعوادِ