أرى فتكات الجهل دب دبيبها

أَرى فتكات الجهل دب دَبيبها

فمزق سَمعي من بِلادي نَحيبها

أَراها تجر الذيل فوقَ رؤوسنا

وَلا زالَ يصلي كل قلب لَهيبها

فَللموت أَحلى من حَياة جهالة

وَخاسرها باد وَباد كَئيبها

وَللقبر أَشهى من قصور فَسيحة

لها البؤس خل وَالشَقاء حَبيبها

قصور كدوح امطرت بكآبة

فاِنبت أَوراق الدَواهي قَضيبها

انرضى بِهَذا العَيش يا خير أمة

ليقظتها ما نام عنها خَطيبها

أَتَحلو لَدَينا راحة وَقلوبنا

عَلى قبس وَالمتعبات نَصيبها

الهي اتَدعو للعلا باوامر

وَمَهما دعَتنا بالصدود نجيبها

وَرُحماك يا رب اتعمى عن الهدى

بلاد وَفيها بطلها وَلبيبها

احباي هلا غركم باطل الهنا

وَأَكبادكم نار الجَحيم تذيبها

وَهَل اعجزت كل الاساة جراحكم

اذن فاِسمَعوا قَولي فاني طَبيبها

هلموا وَحلوا في البلاد مدارسا

ليصعد اسباب المَعالي نَجيبها

وَلا تحرموا بنتا رضاعة ثديها

فَلا شيء في تلك الديار يعيبها

هي ابنة ايام الصبا وَلَعلَّها

تَكون غَدا اما يذاق حَليبها

ستبدي رجالا تسحر الكون اذ تَرى

بان العلا ما خاب قط قَريبها

كارض ترينا زهرة فنشمها

فيسحرنا من زهرة الأَرض طيبها

هي الام يَكفي ان نَراها تحفنا

بواجبها وَاللَه عنا يثيبها

فيشدو هزار فوق رؤوسنا

وَينشدنا افراحنا عندَليبها

وَنَجني من الأَثمار احلى مذاقة

وَيَدنو الينا رطبها وَرطيبها

الى مثل هَذا فَلتَقوموا فإِنَّني

ارى فتكات الجَهل دب دَبيبها