الشاعر السوري رياض الصالح الحسين ولد في محافظة درعا السورية بتاريخ 10 آذار/ مارس 1954م، وعلى الرغم من حياته القصيرة والقاسية، ومرضه الذي أدى به لفقدان حاستي النطق والسمع، انطلقت مسيرته الشعرية بشكل حقيقي منذ عام 1976م، عندما نشر في مجلة “جيل الثورة” أولى قصائده، التي تتابعت لاحقاً، في نفس المجلة التي كانت تمنحه عائد مادي زهيد، ثمّ انتقل لكتابة قصيدة النثر في عام 1977م، وفي عام 1978م انتقل من مدينة حلب الى العاصمة دمشق التي عمل فيها بمكتب الدراسات الفلسطينية، وقد استمر في عمله هذا حتى تاريخ وفاته. بعد خروجه من المعتقل نشر رياض الصالح الحسين أول مجموعة شعرية له في عام 1979م بعنوان “خراب الدورة الدموية”، والتي كان لها الكثير من المؤيدين في نفس الوقت الذي عارضها الكثيرون، وفي عام 1980م نشرت له وزارة الثقافة السورية مجموعته الثانية بعنوان “أساطير يومية”، وقبل وفاته بأشهر بسيطة أصدر ديوانه الذي لاقى انتشار واسع “بسيط كالماء، واضح كطلقة مسدس”، بينما نشر ديوانه الاخير “وعل في الغابة” بعد وفاته بعام. الى جانب الامراض التي عانى منها، جاءت الصدمة العاطفية من المرأة العراقية التي أحبها، ليكون تأثير هذه الصدمة قاتلاً على الشاعر الذي ترك نفسه حبيس جدران غرفته رافضاً للطعام والشراب، وقد نقل الى مشفى المواساة الى دمشق التي فارق الحياة فيها بتاريخ 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 1982م، وعلى الرغم من وفاة رياض الصالح الحسين وهو شاب في 28 من عمره إلا ان أثره الشعري بقي كبيراً، في عالم الشعر السوري.
السابق