سلام عليها

فتـاةٌ تجيءُ من الياسمينِ

لتنثرَ في الروحِ صبحَ يديها ..

سلامٌ عليها.

سلامٌ على العمرِ

حينَ استراحَ على بابها واستدلَّ عليها..

سلامٌ على الشعرِ

حينَ استظلَّ بنار هواها ،

وقال شذاها ،

وحين غفتْ قبّرات القصيدةِ في راحتيها ..

لها شرفةٌ في أعالي الخيالِ،

أعوذُ بزنبقها من خريفي ،

ألوذُ بها إنْ رمتني البلادُ

و حاصرَ طيرَ رؤايَ الزمانُ ،

أرتلُ خُضرَتها كلّ شوقٍ

و أعدو إليها ،

فأغدو نسيماً،

و أغفو كنهرٍ على ضفتيها…

أحِبُّ بها حبَّها لجنوني

و كُرهَ يديها لقيدِ القبيلةِ ،

أعشقُ فيها اتساعَ السماءِ

و عمقَ البحارِ،

و صدقَ الفصولِ

وأهوى الدروبَ التي ترتوي من رحيقِ خطاها

وأحسِدُ بيتاً تُبعثِرُ فيه سنا مقلتيها…

أنا ..منذُ جاءتْ .. خلعْتُ ظلاميْ ..

ختَمْتُ جليدي..

و كنتُ استقلْتُ من النورِ قبل هطولِ ابتسامتِها في نشيدي ..

و كنتُ خريفاً ..

أضمُّ الحنينَ الحزينَ

وأبكي إذا نجمةٌ غازلَتْها الليالي ،

وإن نامَ عطرٌ بحضْنِ الورودِ..

وحين أتتْ صَّيرتْني ربيعاً

وألقَتْ على مقلتيَّ صباها

فضجَّ الهوى

و استفاق الكلامُ ،

و صارتْ حروف القصيدةِ نحلاً..

يطيرُ إليها ..

سأبقى لها صوتَها حينَ تشدو..

وتبقى دمي..

ظلُّنا واحدٌ…

نبضنا واحدٌ…

و البلاد التي ضاق فيها الضياءُ ستصبحُ أبهى..

و سوف يصير الجمال الهاً .

سأبقى أردّدُ قدسَ هواها

و أشدو لصمت الزمان شذاها

ليصرخَ طيرٌ.. وبرٌّ ..وبحرٌ

سلامٌ..

سلامٌ…

سلامٌ عليها.