أي أمر سآءها

إنّي استعرت من الكواكب في الدّجى لألاءها

و من الغزالة و هي تركع في السماء ضياءها

و من الحمائم في الغصون نواحها و غناءها

و أخذت من نجل العيون فتورها و صفاءها

و من الخمائل حين باكرها الحيا أنداءها

و سرقت من لعس الشفاه على الهوى صهباءها

و من الورود عبيرها و من العقود سناءها

لأصوغ منها حلية و قفت عليك رواءها

تغضي العيون لحسنها أو لم تري إغضاءها

و تودّ تيجان الملوك لو اغتدين إماءها

***

واحسرتاه فإنّني لم أستطع إرضاءها

صدّت و كيف يطيق قلبي صدّها و جفاءها

و رمت بحايتي النفيسة : أيّ أمر ساءها

***

من رنّة العيدان و هي جوامد تتكلّم

من ضحكة الأطفال و هي بنطقها تتلعثم

من شدو ورقاء تنوح و بلبل يترنّم

و من النسيم العذب يهمس بكرة و يتمتم

ألّفت ألحاني لأسعد أنفسا تتألّم

و رفعتها لك و هي أنفس ما لديّ و أوسم

أهديتها لك ربّما أهدى المقلّ المعدم

هي للقلوب الدّاميات و حقّ حسنك مرهم

يسلو الحزين بها و يرتاح الكئيب المغرم

و يعود للقلب الشباب و عصره المتقدّم

***

واحسرتاه فإنّني لم أستطع إرضاءها

صدّت و كيف يطيق قلبي صدّها و جفاءها

و رمت بألحاني الرفيعة : أيّ أمر ساءها

***

ألذلّ لست أطيقه أترى سواي يطيقه

ماذقته قبل الهوى لكنّني سأذوقه

قلبي بحبّك خافق فمتى يقرّ خفوقه

شرّدت عنك و ضمّني نائي المزار سحيقه

فأرقت دمع أخي هوى في الخطب قلّ صديقه

إن كنت لم ترضي به هذا دمي سأريقه

أعلمت أنّي شاعر حرّ البيان طليقه

يوحى إليّ من القريض بديعه و رقيقه

هذي قلائده و ذا ياقوته و عقيقه

فتقبّليها و اسمعي شعرا يدار رحيقه

***

واحسرتاه . فإنّني لم أستطع إرضاءها

صدّت و كيف يطيق قلبي صدّها و جفاءها

و رمت بأشعاري النفيسة : أيّ أمر ساءها