ألا ليتني وحبيبة قلبي

ألا ليتني وحبيبة قلبي
في روضةٍ أُنُفٍ زاهره
فنمشي أُطوِّقُها بالذراعِ
وأنشُقُ أنفاسَها العاطره
نسيرُ كذلك جنباً لجنبٍ
وعيني إلى عينها ناظره
فأقرأُ في وجهها للطبيعةِ
أكبرَ آياتها الساحره
وتعقُد من فوق هاماتنا
مِظَلاّاتها الأغصنُ الناضره
ونلعبُ في المرج مستأنِسَين
بصوت عصافيره الطائره
تقبلُ أذيالَها الزهراتُ
وهي بتقبيلها فاخره
تداعبُ هذي الأزاهرَ لطفاً
وتجني أناملُها الماهره
وتصنعُ منها صفوفاً صفوفاً
لتكليل هامتها الزاهره
فتعقصها من هنا وهناك
ناظمةً جمعها ناثره
وترنو إليَّ كما تتألَّقُ
في جوها الأنجم السافره
فأفدي بروحي وأهلي ومالي
محاسِنَها الغَضَّة الباهره
وتقطفُ بعض ثمار الغصون
وتطعمني يدُها الطاهره
ونأتي إلى النبع نشرب في
الأكُفِّ من الجُرَعِ الفائره
ونجلسُ فوق الحصى نَتَحدَّث
عن كل واردةٍ صادره
وفي الليلِ نرعى نجومَ السماءِ
ونرقبُ أفلاكَها الدائره
نناجي الغرامَ وخلّاقَه
بأعماقِ أرواحنا الساهره
تباركنا الشمسُ كل صباحٍ
بنور أشعتها الفاتره
وننشقُ ملء الفؤادِ الهواء
فتُنعشنا النسمُ العاطره
وتبسم لي وتجيء بقربي
فتؤنسني الظبيةُ النافره
سعاد فريدةُ عقد الحياةِ
ودُرَّتُها الحرةُ النادره
إذا تَمَّ لي بعضُ أمنيتي
سمحتُ بدنياي والآخره
- Advertisement -