يا باخلا بجمال عينيه

يا باخلاً بجمال عينيه

عليَّ البخلُ عاب

ومفاخراً أترابه

بمباسم الثغر العذاب

ومغيرَ زهر الروض بال

خدين أصلاً وانتساب

ما ضرَّ لو نلهو ولو

يوماً كما شاءَ الشباب

ولمن تصونُ الحسنَ تنزله

ضنيناً في حجاب

هب أنك الدنيا وبهجتها

ففيها العيشُ طاب

والشمسُ يسقي نورها

الأزهارَ أصناف الشراب

والبدر يبذل نفسه

لليل منجرِدَ الإهاب

والفجر يكسو الكون

والآفاقَ أنواع الثياب

والزهر نقطفه ونحمله

كحلي أو ملاب

ونضمه ونشمه

فكأَنه رود كعاب

ونرى من الأطيار ما

إن هجتَهُ نغماً أجاب

آياتٌ ربك كلها

في الحسن أَنزلها ثواب

كفّارةً عما نلاقي

في الحياة من العذاب

والعمر بغيُ الفاهميهِ

والحياةُ لهم عقاب

لما تمادى ذنبها

جاء الجمال لها متاب

فعلى م تذخره وهل

في صونه نفعٌ يُصاب

الحسن وهو من التراب

غداً يصير إلى التراب