الوداع

أيها الشعر، وداعاً

انتهت رحلتنا

بين أدغال الكلام

وبساتين الجسد،

ان في اعماقنا جرحاً ينام

حان أن نوقظه

حان أن يوقظنا

من أراجيح الابد

نحن أجيال النيام

نحن شعب الكلمات المشرقه

والعيون الشبقه.

السراديب التي نسكنها

السراديب التي تسكننا

آن أن نهدمها

آن أن نرسمها

في كتاب الذكريات

شاهداً مر ومات.

أيها الشعر، وداعاً

انتهى عصر الكلام المخملي

وانتهى عهد السلام

بين جرحي والضماده

بين رأسي والوساده،

إننا ندخل عصراً بربري

طارحاً جمجمة الشعر العتيقه

بين أنقاض المعاهد

والمقاهي والملاهي والنوادي والمعابد

وبيوت الشعراء الحالمين

إنه عصر الحقيقه

إنه عصر اليقين

كل سعر ضله، ضل طريقه.

أيها الشعر، وداعاً

انتهت غربتنا

في تجاويف الرموز المقفله

فلنخلف للرياح

لعصور أقبلت، أو مقبله

كل أشعار النواح

ودوواين الضجر

ولنمزق في الصباح

راية الحزن القديمه

وجوازات السفر.

أيها الشعر، وداعاً

انتهت رحلتنا

وأمحى من خلفنا وجه الطريق

إننا ندخل تاريخ الحريق

وجحيم اليقظة المشتعلة

حيثما الحرف سلاح

خنجر أو قنبلة.

أيها الشعر، سلاماً

أيها الشعر الصديق

بدأت رحلتنا.