لأنك قمري

أخافُ علينا

كأنَّ طفولتَنا قدْ رستْ

فوق موجِ الدَّمارْ …

كأنَّ خُطانا هوَتْ،

في ثنايا البِحارْ…

سأدفنُ وجهي ووجهَكَ

في شُعْلةٍ من حريقِ الرِّمالْ …

وأجرحُ أسئلتي

في بقايا المُحالْ …

وألوانُ حزني

سأسقي نداها

سَوادَ الأرقْ …

ضبابٌ كثيفٌ

يلفُّ ستائرَ روحي

أصيرُ خيوطَ غيومٍ

كفرشاةِ طفلٍ،

تُغازِلُ حبرَ الورقْ …

وآلامُ نزْفي،

سأرمي بها من شقوقِ جدارٍ

يضيءُ بَهاءَ شهيدٍ

تَعمَّدَ من دمعِ قلبي

ومن وجهِ جُرحي الغريبِ

توضّأَ يومي…

تُرى وطَني قدْ هَرِمْ

أمْ أنا مَنْ هَرِمتُ

فهلْ منْ تُرابٍ

يُقبِّلُ جسمي وجسمَهْ ؟…

أيصْبحُ نهراً يضيءُ الخَرابَ

وينفحُ روحي بماءِ الحياةِ

ويحيا الوطنْ ؟!!!

أخافُ عليكَ

أيا قمَراً من حنينِ الغيابِ

تعلَّقَ شوقاً

بأهدابِ شمسٍ

ليقطفَ بعضَ الضياءِ

ويغدو مع الفجْرِ

نوراً

يُمزّقُ عتْمَ الزَّمَنْ !!…