سكت البيان

سكتَ البيانُ ، وأطرقتْ كلماتي
وتدفّقتْ في حَيرةٍ عبَراتي
ماذا دها قلمي ! أراهُ مُكبّلاً !
قد كان يوماً سيدَ الكلماتِ
غيري ينام قريرَ عينٍ ، هانئاً
وأنا قريرٌ بالسهاد ! فهاتِ
زدني سُهاداً ، تشتفي روحي بهِ
زدْ يا فؤاداً صاخبَ الخفقاتِ
قالوا: نجومُ الليل تسمع آهتي
فلقد توالتْ للفضا آهاتي
لكنها ظلّتْ تَدرّ شعاعها
وتغرّ بدرَ الليل بالبسَماتِ
وحدي أنا ، لم يبقَ لي من صاحبٍ
إلا خيالٌ في مدى مرآتي
وحدي هنا ، لم يبقَ لي من نغمةٍ
إلا أنيني ، أو صدى خُطواتي
أشَغَلتُ قلبيَ في عوالم ذاتهِ
عن عالَمٍ لم يَدرِ كُنهَ صفاتي ؟!
فأنا ونفسي في صراعٍ دائم ٍ
لا ينتهي حتى انتهاءِ حياتي
سُدّتْ جهاتُ الأرض إلا وجهة
لاحتْ لقلبي بالنعيم الآتي
فسجدت للباري الودود أبثّه
همّي .. فطالت بالسجود شكاتي
هي سجدةٌ غمرت حياتيَ بالسنا
والطهرِ و الإيمان و الرحَماتِ
هي سجدةٌ أحيتْ لروحيَ زهرَها
فتضوّعتْ عطراً بها زهَراتي
قد هوّمتْ حولي الرؤى مكحولةً
أوَكلّ هذا شكّلتْه صلاتي ؟!
ماذا دها قلمي ! أراه مُعطراً
بالدين .. إن الدين نبضُ حياتي
- Advertisement -