حنين مغترب

خفقَ القلبُ فاذَّكرتُ بلادي

وبلادي الحقولُ والأدغالُ

وبلادي الأنهارُ تهتفُ فرحى

والنَّدى السمحُ والسُّلاف الحلال

والرّياضُ اللطافُ تعبقُ بالعطـ

ـرِ حلتْها الأفياءُ والأظلال

والينابيعُ حفُّلٌ بالأناشيـ

ـد تراخى فيها السَّنا والبِلال

لا يُروّعكِ مدمعي وهُيامي

أنا سرّ الهوى وأنتِ الجمال

تتراءى لناظري منكِ أروا

حٌ رقاقٌ يلذّ منها الوصال

فأناجي وما أملُّ المناجا

ةَ وأصبو وللهوى استرسال

وبنفسي لحنٌ حبيبٌ يُسلّيـ

ـني وحلمٌ يهفو إليه البال

وتصاويرُ من رباعيَ شتّى

ما لَها الدَّهرَ في الوجودِ مثال

هيَ سلوايَ إنْ أظلّني الهمُّ

وسادَتْ بيَ الخُطوبُ الثِقال

نَهِلَ الحُبُ من مناعمها الزّهـ

ـر وضاءتْ بسحرها الأشكال

فهيَ في العينِ صورةٌ ليس تُمحى

نامَ عنها البلى وأغفى الزَّوالُ

وهي في القلبِ فرحةٌ تملأ القلـ

ـبَ فتطوى بُحلمهِ الآجالُ

يا رباعَ الخُلودِ عاشَ لكِ السّعـ

ـدُ ولا زالَ خِدْنُكِ الإقبالُ

أنتِ مني الحُلْمُ الذي أشتهيهِ

ومجنّي ومفزعي والمآلُ