أيصبر متبول الفؤاد كثيب

أيصبر متبولُ الفؤادِ كثيبُ

وَترحاله عمن يخبُّ قريبُ

وَما جزعُ الإنسانِ في موقفِ النوى

عجيباً وَلكن السلوَّ عجيب

فما حال من أمسى استقلتْ ركابُه

إلى حيث ما ينفكُّ وَهو غريب

وَحان السُّرى إلا تريث ساعةٍ

يقضّى بها حق الوداع وَجيب

فمعذرة إِن كان للدمع وَكفةٌ

وَللقلب من خوف الفراق وثوب

فيا وَقفةً ما كان أعظم رَوْعَها

يكاد لها قلبُ الجمادِ يذوب

تعلق بي طفلايَ آناً كلاهما

له أَنَّة تصمي الحشا وَنحيب

بكاؤهما عما يجنَّان مفصحٌ

وَدمعيَ عما يسألان مجيب

ويا جيرةً خلَّفتُ قلبي رهينةً

عَلى ودِّهم إنْ ضَيَّعته قلوب

ثقوا أنني لن أنثني عن هواكمُ

وَإن شعَّبتني في الغرام شَعوب

وَقائلةٍ والوجدُ بادٍ شواظُه

عَلَى وَجنتيها والدموعُ تسيب

بربك لا تنكأ بقرحِ النوى غدا

من القلب قرْحاً سال فهو رغيب

فماذا عسى تبقى عَلى الوجد والأسى

وَشحط النوى نفس عليك تصوب

فقلت وَنيرانُ الجوى في جوانحي

بتصعيدِ أنفاسي لهنّ لهيب

خذي بيدي إنَّ الذي قلت مقصد

شذاي فمنه في الفؤاد يذوب

منى النفسِ أن أدنو وَلو كنت مبغضاً

فكيف ولي من ودِكنّ نصيب

وَلمْ تنبُ بي دارٌ ولا ساءَ منزلٌ

ولا عَقّني ممنْ أود صحوب

ولكنْ ترى نفسي العلاءَ وإن يكنْ

خضارِم من دون العلا وسهوب

وهذي دموعي في يديك رتيمةٌ

فكفُّك منها خاضل وخضيب

كأنَّ الحمى ورد وصحبيَ دونه

يجيلون فيه الطرفَ طلّح لوب

أقول وقد شاهدتُ للبَيْنِ مركباً

له بالنوى عمّن أحبّ نعيب

قفوا بي ولو لوث الإزارِ فإنها

نشيزةُ نفسٍ ما تكاد تثوب

ويا ساكني (الفيحاء) جادَكمُ الحيا

ولا برحتكمْ شمأل وجنوب

فواديكمُ يهوى الفؤاد وكلُّكمْ

إلى النفسِ من أجل الحبيب حبيب