أقبلت تنثني بأعدل قامه

أقبلت تنثني بأعدل قامه

فأهاجت من الفؤاد غرامه

وتجلت لصبها ثم أجلت

ذا ابتسامٍ أفدي بروحي التثامه

وارتني جواهراً تحت قفلٍ

من عقيق لما أزاحت لثامه

عنّ لي ذكر بارق بالثنايا

وعذيبٍ لما رأيت ابتسامه

وأدارت من الرضاب رحيقاً

قد هجرنا بهِ رحيق المدامه

غادةٌ تفتن الظباء بجيدٍ

وتعير البدر المنير تمامه

اطلعت كوكب الصباح جبيناً

قد محا من دحى الأثيث ظلامه

راق ماءُ الجمال في الخد منها

فأراني انسان عينيَ شامه

رنّحت بالدلال خَطِّيَّ قدٍّ

فأقامت على الغصون القيامه

ملكت حسنها قلوب بني العش

قِ بجفنٍ وانفذت أحكامه

وأراشت سحراً من اللحظ يحكي

نثر ذي الفضل صالحِ ونظامه

فاضل اطلع النجوم بنظمٍ

تحت ذيل الألفاظ ترعى ذمامه

وتسامى بروضة الأدب الغ

نّا فاضحى بديعه وإمامه

بارع تخدم الرقاق المعاني

في مباني عقودهِ أقلامه

قد حباني بسمط نظمٍ كريمٍ

يحسد الدر والدراري انتظامه

خير شعرٍ قد زانه بقوافٍ

وقفت عن مثالها عرب رامه

ان فيه من البيان لسحراً

وبديعاً أمات ذكر قدامه

عمرك اللَه أنت أولى به

ذا المدح يا صالحاً لكل كرامه

دم سليماً وخذ بُنيّة فكر

عوضتكم عن الهلال قلامه

فاشملنها بالعفو حين تبدت

من محبٍّ أذاع فيك هيامه