الخيل عزوفي صهواتها الشرف

الخيل عزوفي صهواتها الشرفُ

وهن للحرّ ذي المجد السني تحف

والخير في ناصيات الخيل منعقدٌ

وكل شهمٍ بهذا الخير يعترف

العاديات التي في جريها خببٌ

لا الجاريات التي في عطفها الهيف

هن العشيقات ربات الجمال فلا

تيهٌ بهنّ على الصابي ولا صلف

ظهورهنّ حصون العزِّ شامخةٌ

فليس يعلو عليها الذل والأسف

نعم الصحاب إذا ما النائبات عدت

على الفتى ودهاه الخطب واللهف

هنَّ الذخائر في يوم الشدائد بل

هنَّ الحسان التي يسمو بها الشغفُ

أما رأيت جلُيلان الذي عجزت

عن ان تضم معاني حسنه الصحفُ

لا عوجي الذي حازت به شرفاً

كل الجياد واعي كل من يصف

لو الرياح أرادت وهي جاريةٌ

سباقهُ قصرت عن ذاك بل تقفُ

عليه ثوب من المرجان منتشرٌ

تزهو وحاكى الدجى سرواله السدفُ

قب اضلع مفتول اليدين فلا

يكاد يدرك إذ يعدو وينصرفُ

دكت حوافره والحصباءَ حيث غدا

كان صمّ الصفا من وطئه خزفُ

بالمعنقية أخت الريم نافرةً

والبرق عادية يستحسن الكلف

زرقاءُ مشرقة اللحيين قمصها ال

صباح ثوباً قشيباً ما به كلفُ

كأنما الليل ألقى في كراعبها

من الظلام حجولاً دونها الشنفُ

يا حبذا أختها الشقراءُ أرسلها

إن شاء يختطف الأقمار يختطفُ

صفراءُ كالذهب الصافي وغرتها

بدر به عن ضيا بدر الدجى خلفُ

غرا محجلة الرجل الشمال إلى

خلخالها الكوكب السيار ينعطفُ

والأدهم الفرد مثل الطود هيكله

مولىً بثوبٍ من الظلماءِ ملتحفُ

ساجي المحيا عريض الخد يحسدهُ

بدر السما ولذاك البدر ينخسفُ

السابق البرق في حزنٍ وفي سهلٍ

وليس يعلم ما الأعياءُ والوكفُ

هنَّ الكرام وحازوا كل مكرمةٍ

من ماجدٍ كفه كالغيث إذ يكفُ

هو البشير الذي كل القلوب غدت

على مدايحه الحسناء تأتلفُ

الألمعيُّ الشهابيُّ الذي يدهُ

أنت بفيض نداها ذكر من سلفوا

أكرم به سيداً فاضت مكارمه

كأنما السحب من كفيه تغترف

شهم بدولته أيامنا سعدت

فالظلم مندرسٌ والعدل منتصفُ

الفاتك الأسد الرئبال من شهدت

له الصفاح وسمر الخط تختلف

إليك يا ذا العلى يهدي عقود ثنا

عبدٌ بإحسانك الوافي معترف

فاسمح لها بقلوبٍ منك يسعدها

ودم سليماً عليك العز والشرف

لا زلت ذا رتبةٍ عليا وذا نعمٍ

نجني ثمار المنى منها ونقتطف