أحبى فيم خليت

أَحُبّى فيمَ خُلّيتُ

وَفيمَ الحَبلُ مَبتوتُ

أَأَدلَلتِ بِما عِندي

مِنَ الشَوقِ فَأُقصيتُ

أَتاني بَعضُ ما أَلقَي

تِ مِن هَجري وَأُلقيتُ

فُما أَمسَيتُ حَتّى صَر

رَخَ الحَيُّ وَسُجّيتُ

لَقَد كُنتُ عَلى العَي

نَينِ وَالرَأسِ فَنُحّيتُ

أَحُبّى لَو دَنَت مِن قَل

بِكِ الرَحمَةُ أُدنيتُ

إِذا باعَدتِ أُضنيتُ

وَإِن قَرَّبتِ عُزّيتُ

وَعَزّاني أَبو عَمروٍ

وَقِدماً عَنكِ عُزّيتُ

فَلَم أَسمَع مِنَ الشَوقِ

عَلى سَمعي فَنوديتُ

أَماتَ الشَوقُ أَوصالي

وَبَعضُ الشَوقِ تَمويتُ

أَما حَسبُكِ أَنّي مِن

كِ طولَ اللَيلِ مَسبوتُ

وَأَنَّ الدَمعَ مُنهَلٌّ

وَأَنَّ القَلبَ مَرفوتُ

إِذا شِئتِ تَصَبَّرتُ

وَلا أَصبِرُ إِن شيتُ

أَلا يا لَيتَني مِنكِ ال

لَذي أَعطيتَ أُعطيتُ

وَأَعتَبتُكِ مِن سَومي

كَما أَعتَبَ مَن سوتُ

كَأَنّي يَومَ لاقَيتُ

كِ خَلفَ العَينِ مَبهوتُ

كَأَنّي ذاكِ مِن حُبِّ

كِ أَو أَخرَسُ سِكّيتُ

إِذا أَزمَعتُ أَن أَنظُرَ ف

ي الحاجَةِ أَنسيتُ

لَقَد رُحتُ وَما أَدري

أَسِحرٌ ذاكَ أَم ليتُ

أَحُبّى لَيسَ لي صَبرٌ

وَإِن رَخَّصتِ لي جيتُ

وَلا وَاللَهِ ما يَصبِ

رُ في البَرِّيَّةِ الحوتُ

دَعاني لَكَ جِنِّيٌّ

مِنَ الجِنّانِ عِفريتُ

بِوَجهٍ زاهِرِ الحُسنِ

زَهاهُ الجيدُ وَالليتُ

كَأَنَّ الرَوحَ وَالرَيحا

نَ فيهِ المِسكُ مَفتوتُ

جَرى في ماءِ خَدَّيكِ

وَفي الأَنيابِ تَنبيتُ

كَأَنَّ القَولَ مِن فيكِ

لَنا دُرٌّ وَياقوتُ

إِذا أَدبَرتِ ماتَ النا

سُ إِن قيلَ لَهُم موتوا

وَإِن أَقبَلتِ فَالعَينا

نِ هاروتٌ وَماروتُ

أَعادي فيكِ يا حُبّى

وَقَبلَ اليَومَ عوديتُ

فَلَم أَجزَع وَإِن كُنتُ

جَزوعاً حينَ خوفيتُ