غنى صبيا عاقبو الدهر بالنيا

غَنى صَبياً عاقبو الدَهر بِالنيا

وَدُموع عَيني عَالخود سكيب

وَدُموع عَيني الدم خالط مزونها

عَلى عارضي اللي قَد غَشاه الشيب

يانار قَلبي كُل ما قول تنطفي

يَهب لَها جوا الضُلوع لَهيب

يَهب بِقَلب المُستهام الَّذي توا

مِن البُعد وَالتَشتيت وَالتَغريب

خان الدَهر غرار غدار بِالفتى

وَحالوا عَلى اللي عاشروه عَجيب

يَعلى الفَتى حَتّى يَحطو عَلى الشفا

وَيَنكس عليه يَحدرو بترتيب

يا مؤامنين الدَهر كُونوا عَلى حَذر

الدَهر يا مابو مرار وطيب

من قبل نُوح وَعقب دور الصحابة

ساس الدَهر قال الجَميع معيب

من آمن بِالدُنيا تذيقو غبونها

وَلا بُد فكرو وَالظنون تَخيب

لا بُد فكرو لَو صَفا الدَهر يَخلفو

الأَيام ما ليهن صديق حَبيب

الأَيام فيهن مثل صَبر السقطري

وَالأَيام فيهن سكر مع حليب

الأَيام فيهن شر يعمي الياهما

عَالمرء يَدعونو عليل هكيب

بَعض اللَيالي تَنام نَومة هَنية

وَبَعض اللَيالي تَنام عَالشنديب

الأَيام تَصفو لِلفَتى ثم تنعكر

يا ما بهم رجلاً مَداه قَريب

الأَيام يَحبلن وَالأَيام يولدن

وَعيال مِن غير الفُحول تُجيب

يَلدن العجايب للمخاليق وَالمَلا

لَو يَفهموا مِنها الطفال تَشيب

كَم طايلاً عَن الحُكم يقصرونه

وَكَم قاصراً بِالناس صار حَسيب

وَينفه بَعد ما هوَ در يفي مِن الوَرى

وَقالوا فلان اليَوم صار نَجيب

هَذي تَصاريف الزَمان وَعجايبو

عَالناس تمضي حُكم رَغم غَصيب

قايست في فكري الرجاجيل كُلَها

نَوبات تخطي وَبِهِ أَوقات تُصيب

مِنهُم نَداوي يُعجبك في فعايلو

وَمِنهُم لزيزي ان هد عاد مخيب

وَمِنهُم أسد ريبال حاملي شواته

وَفيهم ضباع وَبَعد فيهم ذيب

وَفيهم هديفي ذبخ هامل من المَلا

اليا شبع قال الأمور تسيب

وَفيهم هدبي يشيل حملو بظليمتو

وَفيهُم رعاع يثقلوا القَضيب

وَفيهم سَراب بزيزتاً سمهداني

وَلا هوَ بِحال مسبتو وَالعيب

وَمِنهُم فرز شوار عاقل مهذب

إِن خاطبك يَحكي كَلام لَبيب

وَمِنهُم كَريم النَفس ما يثقل العَطا

يُعطي وَلَو أَن السِنين جَديب

وَمِنهُم بَخيل يُطالب الجار بِالفلس

وَبيهم يَعزك لانزلت طَليب

وَمِنهُم شَقاوي يكسر الخَيل بِالقَنا

مثل الزناتي وَأَفرس مِن شَبيب

وَمِنهُم مثل هيج النعام بشرا يدو

وَلا لَو بِمَدح الغانمين نَصيب

وَمِنهُم حِمار معمعم الراس صورتو

وَمِنهُم لحوح وَأَوقَح مِن الشيب

وَمِنهُم كَذوب أَصحا تصدق كَلامه

وَمِنهُم نطول مِن الرِجال عَضيب

وَمِنهُم عليه المَوت أَهون مِن العَطا

عِندو البُخل وَالشح ما في عيب

إِن قلتلو يا فلان وَدها دراهم

يَقول الدراهم ما تفك طَليب

بيهم سماوي بعبد اللَه دايم

قاري الكُتب سَيد شَريف نَقيب

من هذه الأَيام مكثر شكالها

ربك عَلى الدُنيا حَسيب رَقيب

مِن بَعد ذا يا هيه خذ لي رِسالَتي

يا بو رَشيد وَكون فَرز لَبيب

عالتيل أَوصلها وَافهم كَلامها

رُوح البَرق عِندو البَعيد قَريب

تَرى راس خَط التيل دار السويده

سلم عليهم وَأَكثر التَرحيب

سلم عَلى ربعي الدروز جَميعهم

مِن بُراق سند لا ملح تَغريب

مِن دامة العَليا لذيبين سلم

مِن المرد وَاللي بعارضيه الشيب

وسلم عَلى ماضب حوران مِنهُم

بدو وَحضر واللي نزيل غَريب

سَلام مِن مُشتاق اليكم جَميعكم

مِن اللي غَدا بين التراك قَضيب

عَسى اللَه يَرحَمَكُم وَيلطف بِحالكم

وَيفككم مِن أُمة التَعذيب

بِجاه النَبي المُختار وَالبَيت وَالحَرم

يَجعل معاديكم يَروح ذَهيب

إِصحوا الوحا مِن غدرهم يا رِفاقي

أَهل الذكا قالوا كَلام عَجيب

لا الصل يَتربى وَلا الرمل يَنعجن

وَلا المجرب عاوز التَجريب

وَاختم كَلامي في صِلاتي عَلى النَبي

حَبيب وَمن صَلى عَلَيهِ حَبيب

يختم لَنا بِالخَير وَيلم شَملنا

وَيَجعل خَلاص الغايبين قَريب