جبل الشيبة

أسرجَ العلم اجتهادا

وارتدى العزم جهادا

فعلا الدنيا غِلاباً

ورقى الكون ارتيادا

سلك الوعر ليرضي

الله نجداً ووهادا

ورأى الدنيا حطاماً

فاشترى الأخرى مزادا

وارتدى الأخلاق تاجاً

وتقى الله قِلادا

إن لله رجالاً

بايعوه النفس زادا

هجروا الدنيا جفاءً

وسموا عنها ابتعادا

هكذا الافذاذ دوماً

لا يؤاخون وِسادا

كأبي مالك في الح

.قّ علا فيه اشتدادا

ذاك إبراهيم نجم

ذرّ في الفقه وسادا

نجل سيف أنهلته

كندة العلم ازديادا

فهو بحر من علوم

فضله عمّ العبادا

وابنه مالك فحل

ركب الشعر جيادا

خاض فيه كل بحرٍ

عبقرياً فأجادا

ورقى الآفاق بدراً

تاجراً أورى الزنادا

فحباه الله وُجداً

وبفضل الله جادا

وعلا الشورى خطيباً

منبراً للحق نادى

أسرة بالفضل قامت

واقامته عمادا

فهي كالمشكاة نوراً

عمّ جمعاً وفرادى

كلما طوْدٌ تعالى

طال طوْدٌ ثم زادا

وأرىيوسف شمساً

خلف حُجْب تتهادى

قد أطلّت ذات صبح

نور علمٍ ورشادا

أشرق الكون وغنى

وانتشى منها ومادا

وأرى سيفاًكسيفٍ

مُغمدٍ شقّ الغمادا

أوقد الهمة عزماً

وانتضى الجِدّ اجتهادا

وأرى الباقين طرّاً

أنجماً زُهراً صِلادا

إيه يا محسن أحسنـ

ـت فأجملت الودادا

لم تزل للعلم اهلاً

ولأهليهِ سِنادا

تزرع المعروف فضلاً

ثم تجنيه حصادا

كيف يا محسن قد طا

وعك الطوْد انقيادا

جبل الشيبةأعلي

ت فطاولت الشدادا

مُوقداً بالنار سِفراً

منه تُذكيه اتقادا

وغداً يشرق عِلماً

نوره للكون غادى

بصلاة وسلامٍ

تنشر الطيب برادا

لنبيّ الله والآ

ل وللصحب امتدادا

من زكى بالعلم فضلاً

وبأهليه أشادا