غمزة من عينها

غمزةٌ مِن عينِها في العُرسِ

وانجنَّ الولدْ!

وكأن الأهلَ والليلَ وأكتافَ الشبابِ

المستعيذينَ من الأحزانِ بالدبكةِ

والعمَّاتِ والخالاتِ والمُختارَ

صاروا لا أحدْ!

وحدهُ اللوِّيحُ، في منديلِهِ يرتجُّ كلُّ الليلِ

والبنتُ التي خصَّتْهُ بالضوءِ المُصفَّى

أصبحت كلَّ البلدْ..

مدَّ يمناهُ على آخرها

نَفَضَ المنديلَ مثنَىً وثلاثَا

رَكَّبَ الجنَّ على أكتافِه ثمّ رماهم، وانحنى

رَكَّبَ الجنَّ على رُكبتِهِ ثمّ رماهم، واعتدل

قَدَمٌ ثبَّتَها في الأرضِ لَمحاً

ورمى الأخرى إلى الأعلى كشاكوشٍ

وأرساها وتدْ.

كلّما أوشكَ أن يهوي على سَحجَةِ كفٍّ

جاءهُ مِن سحبةِ الناي سندْ.

يلقفُ العتمةَ كالشهوةِ مِن أعلى بروجِ الكونِ

حتى ضوءِ عينيها تماماً

يعرقُ الصدرُ وشَعرُ الصدرِ

من ميلاتهِ يُمنَى ويُسرَى

ثم يسري عرقُ الظهرِ عموديّاً تماماً

وحياءُ القلبِ خلَّى كلَّ ما في القلبِ يخفَى

والقميصُ الأبيضُ المبتلُّ

من أكتافهِ حتى حِزامِ الجلدِ

خلَّى فقراتِ الظهرِ تُحصى بالعددْ.

غمزةً أخرى ولو متُّ هنا

غمزةً أخرى، ولو طالَ انتظاري

للأبدْ!