دروس في الإعراب

(الدرس الأول)

كان في الستين …

ما زال يُعَلِّمْ

مرةً جاء إلى الصف وقالْ :

أعربوا: “جاء المعلم”

وحسبناهُ يمازحْ

فضحكنا، وأجبنا :

“جاء”: فعلٌ

“والمعلم”: ….

وفهمنا فجأةً … في ثانيةْ

فصمتنا، وسمعناه يُتمتمْ:

“جاء”: فعلٌ..

“والمعلمْ:

لم يجئْ!

أحضرهُ البوليس لكنْ.. سيُعَلِّمْ”

(الدرس الثاني)

وكبرنا معه في الصفِّ حتى قاربَ السبعين لكنْ

كانَ ما زال يعلّم

مثلا: قال المعلّمْ:

” سيدي يحلم بالثورة لكنْ لا يقاتلْ “

جملةٌ ألفُ مفيدةْ

والذي يُعربُها يُمسي مُناضلْ!

فصمتنا. لم نقل شيئاً ولكنْ

صمتُنا كان يقاتلْ

صمتُنا كانَ … ولكنْ:

كان في الصفِّ صبيٌّ أطعمَ الأرضَ يديهْ

ومشى زيتونُها في شفتيهْ

اسمه “عدنانُ” … فلاحٌ بلا أرضٍ ولكنْ

لم يكنْ بالصمت … بل في كلِّ ما فيه يُقاتلْ.

يومها شاهدتهُ يرفعُ “بالباءِ” المعلِّمْ

ويُعلِّمْ :

“سيّدي”: ليست مبتدأ

“يحلم”: ليستْ فعلْ

“الباء”: مجرورة

“الثورة”: لا تجرُّها “باء”

“لكن لا يقاتل”: هي الحقيقةْ.

(الدرس قبل الأخير)

بعد يوم دخل الصفَ المعلِّمْ…

جاء فرحانَ وسرِّياً كعطرِ البرتقالْ

كان في سبعينه طفلاً … فحيّانا وقالْ:

” وضعوا عدنانَ في السجن “

أعربيها، يا صبابا

أعربوها يا شباب

ففرحنا … وبكينا … وهتفنا:

“عدنان”: فاعلْ!

“السجن”: مفعول به!

وتحوّلنا نساءً

وتحوّلنا رجالْ.