عيد الجامعة العربية

عيدٌ بِأَحناءِ الصُدورِ يُقامُ

مِن وَحيِهِ الأَشعارُ وَالإِلهامُ

حُلُمٌ لَقَد لابَت عَلَيهِ نُفوسُنا

أَجمِلْ بِأَن تَتَحَقَّقَ الأَحلامُ

جَمعَ الشَتيتَ فَكُلُّ قُطرٍ دُرَّةٌ

في تاجِهِ وَالوِحدَةُ النَظّامُ

فَإِذا تَشَكّى النَيلُ مِن آلامِهِ

شَقَّت مَرائِرَ دِجلَةَ الآلامُ

وَإِذا تَنادى المَغرِبُ الأَقصى لَدى

جُلّى اِستَجابَت لِلنِّداءِ الشامُ

ذَهَبَت خُرافاتُ الجُدودِ فَكُلُّها

وَطَنٌ لَنا لَو صَحَّت الأَفهام

حَفيَ اللِسانُ وَجَفَّتِ الأَقلامُ

وَالحالُ حالٌ وَالكَلامُ كَلامُ

مَرَّت بِنا الأَيّامُ لَم نَسلُكُ بِها

جُدَدَ الصَوابِ وَمَرَّتِ الأَعوامُ

وَالزَورَقُ التَوهانُ سارَ مُحَيَّرا

فَوقَ الخِضَمِّ دَليلَهُ الأُوهامُ

وَتَخاصُمُ القَوادِ بَينَ مُشَرِّقٍ

وَمُغَرِّبٍ وَتَقَطَّعَت أَرحامُ

فَإِذا المَنابِرُ صاخِباتٌ حَفَّلٌ

يُرغى بِها التَهويشُ وَالإيهامُ

وَإِذا الضَلالُ لَهُ هُناكَ سُرادِقُ

مَضروبَةٌ عُبِدَت بِها الأَصنامُ

وَالحُرُّ وَاِبنُ الحَرِّ لَيسَ مَطِيَّةً

يُمطى وَيَكبَحُ أَصغَريهِ لِجامُ

فَيَقولُ حَقّاً لَيسَ يَخشو لَومَةً

وَالحَقُّ أَروَعُ ما حَوى الإِسلامُ

مَرَّت بِنا الأَيّامُ بَينَ تَعَلَّلٍ

بِغَدٍ فَضاعَت بِالرُوءى الأَحلامُ

ظَلنا نَقولُ غَداً غَداً هَل حُقِّقَت

لِلائِبينَ عَلى غَدِ أَحلامُ

ظِلنا نَقولُ غَداً يَفيقُ ضَميرُ مَن

فَقَدَ الضَميرَ وَيَعدُلَ الظُلاّمُ

ظَلنا نَقولُ حَبائِبٌ ضَرَباتُهُم

مَقبولَةٌ ما إِن لَها إيلامُ

ظَلنا نُغَرَّرُ بِالوُعدودِ وَيَنطَلي

كَذِبٌ وَيَفعَلُ فِعلهُ الأَيهامُ

خَرَجوا لَنا بِالسُحبِ مِن أَقسامِنا

يا وَيلَنا إِنَّ الهَوى أَقسامُ

بَلفورُ ما بِلفورُ ماذا وَعُدُهُ

لَو لَم يَكُن أَفعالنا الإِبرامُ

إِنّا بِأَيدينا جَرَحنا قَلبَنا

وَبِنا إِلَينا جاءَت الآلامُ

فينا عَنِ الحُبِّ المُجَمَّعِ جَفوَة

وَلَنا بِصَحراءِ الخِصامِ هُيامُ

وَالخَطبُ فَرَّقَنا قَبائِلَ جَمَّةً

وَالخَطبُ عِندَ عُداتِنا لَمّامُ

يا قادَةً إِلّا الَّذينَ أَجِلُّهُم

عَمّا يُذَمُّ وَقَد عَداهُم ذامُ

نَحنُ الضَحايا لا نُريدُ مَثوبَةً

وَأَقَلَّها التَعريفُ وَالإِعلامُ

أَوَ لَيسَ مِن دَورٍ لَنا نُلهى بِهِ

إِلّا وَداعٌ حافِلٌ وَسَلامُ

قَل لا وَأَتَّبِعها الفِعالَ وَلا تَخَف

وَاِنظُر هُنالِكَ كَيفَ تُحنى الهامُ

إِصهَر بِنارِكَ غُلَّ عُنقِكَ يَنصَهِر

فَعَلى الجَماجِمِ تُركَزُ الأَعلامُ

وَأَقِم عَلى الأَشلاءِ صَرحَكَ إِنَّما

مِن فَوقِهِ تُبنى العُلا وَتُقامُ

وَاِغصب حُقوقَكَ قَطُّ لا تستَجدِها

إِنَّ الأَلى سَلَبوا الحُقوقَ لِئامُ

هذي طَريقُكَ لِلحَياةِ فَلا تَحِد

قَد سارَها مِن قَبلِكَ القَسّامُ