الغنوة الأولى

غنّيت يا وطني ,

وكانت غنوتي الأولى مبلّلة بأحزان الرحيل

وعشقت يا وطني ,

وكانت من عشقت صبيّة حسناء من يافا ,

فلسطينية القسمات تبسم للشعاع ,

يطلّ , يحمل رعشة الأنسام ,

تجزع إذ تلوح خطى الغروب

كانت تغنّي للصباح

ينداح موج الذكريات على الجفون

ويروح يصفعني العذاب ,

ولسعة الأشواق والليل الغريب

الصمت إذ يمتدّ , يحبل بيننا في الليل أحزانا رمادية

تسّاقط الزهرات يا وطني

ونسمع كلّ يوم ألف أغنية .

فلترسل الأنّات , غنّ عذابنا ,

يا حادي الآلام يا مبكي الجراح

فلعل يغفو الجرح أو يتفجّر البركان

قد طال هذا الليل في بلدي ,

وقافلة الضياع تلجّ عبر غياهب المجهول تحملنا ,

وفي الأحداق زاد من رؤى الأحباب خلف السور ,

منسيّون نحن هنا ومنفيّون تلعننا الرياح .