كقصيدة نثرية

صيفٌ خريفيٌّ على التلال كقصيدةٍ نثرية. النسيم

إيقاعٌ خفيف أحسُّ به ولا أَسمعه في تواضُع

الشجيرات . والعشب المائل إلى الاصفرار صُوَرٌ

تتقشَّفُ ، وتُغري البلاغة بالتشَبُّه بأَفعالها

الماكرة. لا احتفاء على هذه الشِعاب إلاّ

بالـمُتاح من نشاط الدُوريّ ، نشاطٍ يراوح

بين معنيً وعَبَث. والطبيعة جسدٌ يتخفَّف

من البهرجة والزينة ، ريثما ينضج التين والعنب

والرُمَّان ونسيانُ شهواتٍ يوقظها المطر . لولا

حاجتي الغامضة إلى الشعر لَـمَا كنت في حاجة

إلي شيء ـ يقول الشاعر الذي خَفَّتْ حماسته

فقلَّت أخطاؤه . ويمشي لأن الأطباء نصحوه

بالمشي بلا هدف ، لتمرين القلب على لامبالاةٍ ما

ضروريةٍ للعافية . وإذا هجس ، فليس

بأكثر من خاطرة مجانيّة. الصيف لا يصلح

للإنشاد إلاّ في ما ندر . الصيف قصيدةٌ

نثريَّةٌ لا تكترث بالنسور المحلِّقة في الأعالي