أرض فضيحة

أرض ضيقة هي تلك الأرض التي نسكنها و تسكننا. أرض ضيقة لا تتسع لاجتماع قصير بين نبي و جنرال. وإذا تعارك ديكان على دجاجة و على خُيلاء ، تطاير ريشهما على الأسوار. أرض ضيقة لا حميمة فيها لنكاح بين ذكر الحمام و أنثى الحمام . أرض فضيحة . أرض صفراء الصيف ينقر الشوك فيها وجه الصخر لتزجية الوقت ، حتى لو قالت قصائدنا عكس ذلك ، و أمدَتها بمختارات من أوصاف الفردوس لإشباع جوع الهوية إلى جماليات. و نحن ، رواةَ ما تحتاج إليه البداهةُ من وثائق رسمية و شعرية ، نعلم أن السماء لن تتخلَّى عن أشغالها الكثيرة لتدلي بشهادتها . أَرض ضيّقة… و نحبها. و نظن أنها تحبّنا أَحياء و موتى . نحبها ، و نعلم أنها لا تتسع لضحكة الفاجر، ولا لصلاة الراهبة ، ولا لنشر الغسيل بعيداً عن فضول الجيران ، و لا تتسع للسطر الرابع عشر من سوناتة مترجمة. أرضٌ ضيِقة لا ساحة فيها تكفي لمعركة حقيقيّة مع عَدُوّ خارجيّ، و لا قاعة تسع المجتمعين لصوغ ديباجة عريضة عن سلامٍ كَذِب. و مع ذلك ، أو لذلك ،… يقولون إن أحد الآلهة الضجرين اختارها كهفاً للخلوة ، أو الاختفاء عن المتطفلين الذين سرعان ما سرقوا قرون أكباشنا ، و استخدموها سلاحاً لإبعادنا عن باب الكهف المُقَدَّس !