السبطان

ضممتُكما إلى صدرٍ بحبِّ

النبيّ وآلهِ وصِحابهِ حيْ

وقد أمسيْتُما فيهِ ومنهُ

فسِيرا فيه من حيٍّ إلى حَيْ

ولا تتهيَّبا أجواءَ قلبٍ

من الأحقادِ والبُغضِ خوىْ خيْ

بظلِّ الصّحبِ والآلِ كفيٌّ

فطُوفا فيهِ من فيٍ إلى فيْ

وغرسُ محمّدٍ أصلُ الظّلالِ

فمنْ لاذَ بأحمدَ عاشَ في ريْ

وأينَ سجدْتُما فالأجرُ مقضِيْ

وكلُّ مساجدِ اللهِ بهِ سَيْ

ولا علمَ سوى علمِ النبيِّ

بقلبٍ لا مكانَ بهِ لأُمّيْ

ولا قولَ علىْ ما قالَ إنّ

تأوُّلَ قولهِ ضربٌ من الغيْ

لربِّ الكونِ أسلمَ قاطنوهُ

أمِنْ ذِكْرٍ لسنيٍّ وشيعيْ؟

يُمازجُ فيه قيسِيٌّ يَمانيْ

أمِنْ ذكرٍ لعبسٍ فيهِ أو طيْ؟

لآدمَ هُمْ وآدمُ من ترابٍ

أمزتُمْ فارسيًّا من عِراقيْ؟

فيا عجبًا لغصنيِّ النبيِّ

خصامٌ في البلادِ وأُلفةٌ فيْ!

ألا إنَّ بلادَ العُربِ قلبٌ

شرى اللهَ بشرقيٍّ وغربِيْ

فأمسىْ للشياطينِ مقامًا

وممّنْ أسلمُوا للهِ محمِيْ!

ترى إنسيَّها في ثوبِ جنّيْ

كذا جنيَّها في ثوبِ إنسِيْ

فمنها الأصفرُ الروميُّ والأسْ

ودُ الحبشيُّ والجوْنُ المَحلِّيْ

ومنها القائدُ المخصيُّ والتّا

جرُ المحشوُّ والمُفتي الإباحيْ

ومنها الخائبُ المنفيُّ والعا

ملُ المرشوّ والتَّبَعُ الطفيليْ

بلادٌ تعتقُ النّهدَ لغربيْ

وعندَ حليلِها فاللبسُ شرعِيْ!

بلادٌ خيرُها للأجنبيِّ

وعن فِلْذاتها فالخيرُ مخفِيّ

تهادنتِ الضغائنُ في بلادِ

العروبةِ بين أغرابٍ عنِ الحَيْ

وأُبقيَ شَرُّها تحتَ القبابِ

ليحملَها إماميٌّ وسُنّيْ

ألا بُعدًا لسبطينِ عنِ الأصْ

لِ قد شُغِلا بمُخْتلَقٍ ووهمِيْ

كفرعينِ وقد طالا ومالا

رقيقين لغربيٍّ وشرقيْ

وقد ثقُلا بما حمَلا من البَهْ

تِ فانتُزعا كعودٍ غير مَروِيْ

ألا بُعدًا لمن جافى أخاهُ

وقد بان لهُ الرّشدُ من الغَيْ