الراحل

أيا سيداً دون الأنام عشقناهُ

ويا منكباً دون النجوم تبعناهُ

وسرنا وراءه مجلِّينَ مسْعاهُ

وعن منتهى مسيرنا ما سألناهُ

وكان المطاعَ بيننا يوم حُزناهُ

وما كان في الأيّام يوم عصيناهُ

أيا أجملَ المرويّ فيما رويْناهُ

ويا أجملَ الأبيات فيما نظمناهُ

كما الحبّ جئتَ والحياةُ بيمناهُ

وليستْ أمانينا سوى غيضِ دنياهُ

كما الحلْم جئت باعثاً في صدورِنا

جُموحاً به نعيدُ إسماً أضعناهُ

وعشناك حبّاً ونسينا بأنّ كل

ل حبٍّ مهاجرٌ وتخلدُ ذكراهُ

وعشناك حلْماً ونسينا نواحنا

صبيحة كلّ حلُم قد رأيناهُ

أتيت جميلا ساحراً قد عشقناهُ

فزاد جمالاً بك حتى عبدناهُ

وزدْتَ فأهديت التواضع معناهُ

وجدْتَ فعلّمت التنافس مغزاهُ

كما الحبّ إذْ تحيي قلوبا تقحّلتْ

بداء المشيب بعد عمرٍ طويناهُ

وتفلحُ في إغراء مجد نسيناهُ

بنا عدّ كم قبلك كنّا رجوْناهُ

فنعزو الفلاح في سهوٍّ لغيرك

وتُنسى كحالِ كلّ حلوٍ ملكناهُ

نسيناك سهوا ونسينا بأن كل

ل حبٍّ إذا أغفل يوماً فقدناهُ

فغبْتَ مليكاً وقهْرت عدوّكَ

وخلّفت فينا ألماً ما أِلفناهُ

كثيرٌ علينا أيّها العمر ما جري

فكم ظلّ منك كي يعودَ فنلقاهُ

وإنْ مدّك الله فكيف بعوده

وحين أتى في المرّتينِ ظلمناهُ

وهل ظلّ في العين كفاءُ دموعهِ

فيصفحَ حبٌّ ليتنا ما عرفناهُ

على رسْلها الحياة ما بالها أظن

نُها بمجيء الغدِ نمحو وننساهُ

ألا تبطيءُ السيرَ قليلاً فنأنسَ

بما ظلّ من عطرِ هوىً ما سلوناهُ

عزيزٌ علينا كلّ أمسٍ عبرناهُ

وكلّ غدٍ أمسٌ إذا ما ظفِرناهُ

ولكنّ أمساً جادَ بالحب نهواهُ

فليت غداً ينيبُ أمساً فنحياهُ

رحيمٌ بنا يا ربّ ما كان غيرُنا

ليملأ كأسنا بمرٍّ شربناهُ

فكأساً وهَبْتنا لخيرٍ فلا أدَمْ

تها إنْ ملأناها بظلمٍ عهدناهُ