نحن لا نكذب ولكن نتجمل

نحن إنْ كنّا قد كذبنا فذاك

أنّنا أغوتنا حياةٌ غرورُ

بادأتْنا بالفريةِ يومَ جئنا

وادّعتْ أنّها السماءُ القطورُ

ثمّ قالت تجملّوا وادّعوا كيْ

لا أميلَ عنكم فإنّي قرورُ

ثم كونوا لي لا لِمنْ هنّ دوني

قد علِمتم أنّي امراةٌ غيورُ

والرجالُ في كثرةٍ كالنّجومِ

حولَ ثقبيَ الجوْنِ باتت تدورُ

واحذروا الإنسياقَ خلف الوعودِ

فالّتي بعد الموتِ إفكٌ وزورُ

عمرُكمْ هذا الأوّلُ والأخيرُ

ثمّ تروي بالصّمتِ عنكمْ قبورُ

فاملأوا كأسَهُ بما لذّ منّي

ولتهُنْ في سبيلِ “دنيا” المُهورُ

هل رأيتُم من ادّعى أنّني با

بٌ لأخرى منه يكونُ العبورُ؟

قد وعدتُ من قبل خلقاً كثيرا

ليتها ترويْ عن نعيمي القصورُ

وادّعت من ليست تملُّ الحجابَ

أنّ فيها ما لن تملَّ الصّدورُ

واقتفينا ما ضاعَ منها كما لوْ

أنّها يعسوبٌ قفتْها الذّكورُ

وارتدينا زيّ الثراء امتثالا

كي ترى منّا ما استحبّت غَدورُ

واستزدنا من عِطرها وارتشَفنا

ريقها منْ كؤوسِ خمرٍ تفورُ

واستلفنا مالاً وبِعنا إراثا

وترَكْنا الأوطانَ جرحى.. تجورُ

واسْتطَبنا ظِلالها وهْيَ نارٌ

واجْتنبْنا هجيرَها وهْوَ نورُ

وادّعينا ما ليسَ فينا وبِتنا

ضحكةً لم يزلْ صداها يَمورُ

كان منّا ما كان حتّى أفقنا

واستفاقتْ من سكْرتِها الشّرورُ

كالذِّئابِ حاقتْ بنا ردَّ دينٍ

تشهدُ الأيدي قبضَهُ والسّطورُ

كلّما استغاثتْ بها الرّوح قالتْ:

في هوى دُنيا لا تُعدُّ الشّهورُ

واكتفتْ منّا واختفتْ من غوَتْنا

فغدونا كما الذّباحى نخورُ

هل إلى العود من سبيل فنمحو

ذاك سؤلٌ ما انفكّ فينا يثورُ

ليتها قالت يوم جئنا بأن ال

وهمَ ليس حلٌّ لِمن همْ عشورُ

قد أصاب الثريُّ منها اللّبوبَ

وانْتهى إلينا النّوى والقشورُ

قد خسِرنا الدّارين معاً فلا هَ

ذي ولا تلك أعجبتها الكسورُ

لا مفرّ لمن عوته الحياةُ

فانعوى ما ارعوى فقف يا فرورُ