لا تبالي بألف خطب عراها

لا تبالي بألْفِ خَطْبٍ عراها

نفسُ حُرَّ مفجوعَةٌ بحماها

شفَّها الغيظُ والأسى وتراها

كظمتْ غيظها وأخفتْ أساها

كلما أوشكتْ تسيلُ دُموعي

ملكَ اليأسُ غَربَها فثناها

لا تُلمْني فكم رأيتُ دموعاً

كاذباتٍ ضحكتُ ممَّنْ بكاها

قد سقى الأرضَ بائعوها بكاءً

لَعَنَتْهُمْ سهوُلها ورباها

وطني مبتلىً بعُصْبةِ دلاَّ

لينَ لا يتَّقونَ فيه اللهَ

في ثيابٍ تُريكَ عِزاً ولكنْ

حَشْوُها الذُّلُّ والرّياءُ سَدَاها

ووجوهٍ صفيقةٍ ليس تَنْدى

بجلودٍ مدبوغةٍ تغشاها

وصدورٍ كأنهنَّ قبورٌ

مظلماتٌ قلوبهمْ مَوتْاها

حُسِبوا في الرجالِ هلْ كانت الأن

عامُ إلاَّ لمثلِهم أشباها

يا رجالَ البلادِ يا قادةَ الأُم

مَةِ ماذا دهاكُمُ ودهاها

هل لديكُمْ سياسةٌ غير هذا ال

قول يُحيي من النفوس قواها

صكَّت الأَلسنُ المسامعَ حتى

لقيَتْ من ضجيجكُم ما كفاها

عرفَ الناسُ والمنابِرُ والأَق

لامُ أفضالكم فهاتوا سِواها

كلكم بارعٌ بليغٌ بحمد ال

لَهِ طَبٌّ بحالنا ودواها

غيرَ أنَّ المريضَ يرقبُ منكُم

هذه الجَرعْةَ التي لا يراها

كان أولى بكم لو انَّ مع القو

لِ فعالاً محمودة عقباها

مَثَلُ القولِ لا يؤيِّدُه الفِع

لُ أزاهيرُ لا يفوحُ شذاها

وهو كالدَّوْحَةِ العقيمِ ظلالٌ

واخضرارٌ ولا يُرجَّى جناها

رحمَ الله مخلصاً لبلادٍ

ساوموه الدُّنيا بها فأباها

لو أتوْه بالتِبْر وَزْنَ ثراها

لأباهُ وقال أفدي ثراها

أُنْفروا أيُّها النيامُ فهذا

يومَ لا ينفعُ العيونَ كراها

كُشفَتْ منكُم المقاتلُ وامتد

دتْ إليها المثقفاتُ قناها

نبَّئوني عن القويِّ متى كا

نَ رحيماً هيهاتَ مَنْ عزَّ تاها

لا يلينُ القويُّ حتى يُلاقي

مثَلهُ عِزَّة وبطشاً وجاها

لا سمتْ أُمَّةٌ دَهَتْها خطوبٌ

أرْهَقَتْها ولا يثورُ فتاها