ربنا إننا لهجنا بذكرك

رَبَّنا إِنَّنا لَهَجنا بِذِكرِكْ

وَوَقفنا بِالذُلِّ في بابِ بِرِّكْ

قُلتَ في ذِكرِكَ القَديمِ اِذكُروني

فَاِمتَثَلنا بِالسَمعِ طَوعاً لِأَمرِك

وَذَكَرناكَ فَاِذكُر الكُلَّ مِنّا

بِتَجَلّي الأَسرارِ مِن سِرِّ سِرِّك

وَأَتَينا مُوَحِّدينَ بِقَلبٍ

لَيسَ فيهِ شُهودُ تَوحيدِ غَيرِك

وَعَبَدناكَ حَيثُما أَنتَ أَهلٌ

وَحَمَدناكَ مَع تَزايُدِ شُكرِك

مِنكَ نَرجو التَوفيقَ سِرّاً وَجَهراً

فَجَميعُ القُلوبِ في قَيدِ أَسرِك

أَعطِنا سُؤلَنا وَحَقِّق رَجانا

وَلَكَ الأَمرُ كُلُّنا تَحتَ قَهرِك

قَد شَهِدنا بِوَحدَةِ الذاتِ لَسنا

مِثلَ مَن في شُهودِهِ جاءَ مُشرِك

أَرِنا رَبَّنا بِكَ الحَقَّ حَقّاً

عَن تَجَلّي آثارِ أَقدارِ قَدرِك

كُلُّ ما في الوُجودِ حَقٌّ وَهَذا

بِشُهودِ الجَميعِ مَظهَرُ أَمرِك

فَأَذِقنا خَمرَ الشُهودِ لِتُجلَى

بِالتَجَلّي لَنا بَراقِعُ سِترِك

وَاِسقِنا في الحِمى كُؤوسَ التَداني

بِيَدِ الفَيضِ مِن مَدامَةِ ذِكرِك

بِالحَبيبِ الَّذي هُوَ البابُ لِلفَت

حِ وَمَن حازَ مِنكَ مِفتاحَ نَصرِك

فَعَلَيهِ الصَلاةُ وَالآلِ وَالصَح

بِ مَدى الدَهرِ ما هَمى غَيثُ بِرِّك