يقظة السادسة صباحا

سوف تمطر قليلًا

دون أن يتبيّن لساعة الحائط

.أيّ عاشق بكى

،باريس بحياد حجر

عصافير المحطّة

.عيون تتباكى خارج العناق

ثمّ تسطع شمس

،وبرمادها تحطّ على أسطح البيوت

وبألوان طيف

.يقطع طريقه قطار

ثمّ تمطر ثانيةً

والغريب الذي يَسْقُط

.استعارة من دمعتنا

*

المرأة التي لأجلها تساقط مطر

ذاتُ العينين العميقتين كموت وميلاد

التي كمعجزة

مرّتين في المصير

المتردّدة الواثقة

الأشدّ طُمأنينة من بحر

تنحني لترفع الليل

.عن كنز عاتب تحت قدميها

*

.رجل متكوّم في كابـينة هاتف

عبر الشرفة

من النافذة

.مع إيماءات المصابيح

،حقيبة سوداء

.سمّاعة مشنوقة

في الليل الذي كحصان على هاوية

.وسط شارع أطول من الهجران

الباب خلفي والمفتاح

أنا خطوتي خارج الخوف

أمام الملاك الذي

.مثلي أهانه المطر

*

على وقع مطر

،تورق وتغنّي

كما لو أنّ ذراعيها

.صليب من خشب

.الصوت من بلاد شجن تسكنني

الوجه لملاك

.محفور في نور أُيقونة

تشبه شيئًا يشوب روحي

،وبالبكاء يصفّيني منّي

العاشقة التي ترتاد المقهى لتتذكّر

وتكثر من دمع الإبريق

لتبقيَ الحنين حيًّا

.كنهر نيل بين الحنايا

*

،العاشق الذي يشبه العاشقَ

.بمليون ظلّ يذرع المحطّة

بأناقة ليل

،وقامة قناديل

.بابتسامة معلّقة بين قبّعة وباقة

ياقة قميصه طوق حمامة

.عيناه نجمة على نفق

،إثنتا عشرة وردة على أزرار حضنه

والضلوع قضبان

.تُدْهَسُ وتُزْهِر

*

،الأرض بأغنيتها السوداء

عقارب الساعة

.عاطلة عن الرمل

تلك الأحصنة الخشبيّة

.والكأس التي هي عكس المظلّة

ظلال السواقي والطواحين

.الدمعة حول نفسها مثل درويش

،الكون ساكن

باكتمال مشنقة تحت الشمس

وكلّ ما يدور

.يدور في رأسي

*

بسكّين

،أفْصُلُ صورتك عن خلفيّات المدن

يتبعني عتب

.بملامحك وصوتك

كأنّني ساعي بريد

.أطلق الرسائل طيورًا

،أمرّ لأنسى

لكنّك الذكريات

.على أرصفة ونوافذ

*

العتبة والباب العالي

.في البيت الذي بلا نوافذ

،الجدران ما يسترسل من نسياننا

.كلّ خطوة وقفة عتاب

هكذا هي الذكريات

متاحف من ظلال منازل

والعاشق القديم حارس

تفلت من بين كفّيه

.كافّة المفاتيح

ليس النهر أسطورةَ سوانا

،نحن اللذان نقسو لتتعادل دمعتان

وليس العالم قطارًا تحت المطر يغنّي

.كي نطمئنّ إلى وصول

*

الملاك الذي من ابتسامته القوس

،وقلبه وردة من ورق

الذي يلملم زهر التائهين

،بأهدابه من فوضى الشوارع

حامل مسلّة النهر

،كطفلة بين ذراعيه

،نادل أقداح المطر

.ساعي بريد الدموع

الذي كانت شجاراتنا تضحكه

،كمن يقف مطمئنًّا على كنز

كيف لا ينكسر مثل تمثال

الآن وقد صرنا رمادنا؟

*

،نيشان نجمة

.معطف لطفل يفتّته البرد

،طُعم لبحر لا يعلق بخيط

دمع من قشّ

.هشّ كضلع تحت المطر

على طاولة في دخان مقهى

فوق مَقعد من رحلة قطار

تحت سَجّادة على عتبة

.وسط أشواق قديمة

كما تُنسى علبة كبريت

،مثلما يُهمل حنين في حقيبة

قلبي الذي أضيّعه وأضحك

.كمن بوسعه أن يحبّ وحيدًا