في هدأة الفكر

في هدأة الفكر

ورقدة الأشجان

ويقظة الشعر

في القلب والوجدان

جلست استوحي

عرائس الشعرِ

ونفحة الدوح

تفيض بالبشر

ما اجمل الدنيا

في نظر الشاعر

في نهرها الجاري

وطيرها الصداح

وطيفها الساري

وزهرها الفواح

وحمة الدنيا

انا بها حيران

معينها قلب

في جوفه قلبان

ما حكمة الآباد

في هذه الأمواه

آونة اضداد

وتارة أشباه

يا حيرة الرائي

أيجمع الضدان

النار في الماء

والماء في النيران

يا مربع السحر

وموطن الاحلام

ومرتع الشعر

ومهبط الالهام

ما هذه الامواه

تنساب كالارواح

وما ارى أشباه

او ما ارى اشباح

ملاعب الجن

وعبرة الأزمان

ودوحة الفن

وفتنة الأذهان

ما انت في الدنيا

واين مجراكِ

وفيم تسرين

وأين مسراك

واين ما ابقى

اولئك الاجداد

من همة ترقى

وعظمة تزداد

في وقعة اليرموك

ووقعة الرومان

أين الدم المسفوك

يسيل كالغدران

هل طار في الجو

ام سال في الماء

ام غاص في الدو

من بعد اعياء

وهذه الذرات

تشع في الاكسير

ألم تكن قطرات

من الدم المهدور

يا جلوة الامراض

في الثبج الأخضر

ما هذه الأعراض

تذوب في الجوهر

عناصر شتى

جمعت في بعضِ

من عنصر الجو

وعنصر الأرض

لم عنصر الأرض

يطير في الجو

وعنصر الجو

يسيل في الدو

وهذه الأمواه

تسير في صمت

فإن سرت نسمات

تذوب في الصوت

وهذه النفحات

يا نفحة السرِ

من اين مسراها

ولم ترى تسري

وانت يا وادي

أأنت وادينا

لِلّه ما أبهى

هذي الرياحينا

ما أعذب الذكرى

يثيرها الشعر

فسكرها صحو

وصحوها سكر

يا روضة الأرض

لِلّه ذكراك

والبدر في الماء

يجلوه مسراك