مني السلام على الذي هجر الحمى

مني السلامُ على الذي هجر الحمَى

فجرت دموعي كالسحائب عَندَما

الشوق زاد من البعاد تحسراً

والنومُ صَار على العيون محرَّما

والصبرُ عِيل لهجرهِ ولبُعدهِ

والبدرُ غاب وقُطرنا قد أَظلما

يا راحلاً أضحى فؤَادي عندهُ

وبقيتُ من وجدي أُراعي الأَنجُما

يا ليتَ طيفاً زارني تحتَ الدُّجَى

حتَّى أكون بأُّنسهِ مُتَرَنِّما

يا بدر تمٍّ غاب عني أَشهُراً

والبدرُ شهراً لا يغيبُ عن السما

فمتى أفوز من الحبيب بنظرةٍ

وَتَقرُّ عيني بعد ما قَطَرَت دما

طالَ البعاد على الكئيب المرتجي

أَن يجعل الله اللقاءَ مقُدَّما