وا طول أشواقي إلى الوادي

وَا طُولَ أَشْوَاقِي إِلَى الوَادِي!
وَادِي الهَوَى وَالحُسْنِ وَالشِّعرِ
مَلْهَى صِبَايَ وَمَهدِ مِيلَادِي
وَعَسَى يَكُونُ بحِضْنِهِ قَبْرِي
***
والكَرْمُ يَكْسُو سنَى الشَّفَقِ
ألوانَهُ وَيَشِعُّ بِالعِنبِ
فَتَرى بِهِ فِي صُفْرَةِ الورقِ
عَسَلًا بِلُؤْلُؤَةٍ عَلَى ذَهَبِ
***
وَالمَاءُ تَشْعُرُ حِينَ تَشْرَبُهُ
بِقُوًى تَدِبُّ بِهِ إِلَى جَسَدِكْ
لَيْسَ النَّدَى، وَالفَجْرُ يَسْكبُهُ
لِلزَّهرِ، أَعْذَبَ مِنْهُ فِي كَبِدِكْ
***
وَإِلَى الرُّبَى، وَاللَّيْلُ كَلَّلَها
بِسُكُونِهِ المَمْلُوءِ بِالسحْرِ
وَمشى الهَوَى فِيهَا فظلَّلَها
بِمَوَاكِبِ الأحلامِ والشعرِ
***
وَالنَّهْرُ مَا أَحْلَاهُ يَنْتَقِلُ
فِي حِضْنِ حصباءٍ مِنَ الدُّرَرِ!
تَهْوي عَلَيْهِ الشُّهْبُ تَغْتَسِلُ
فِي الليلِ، وَالأنوارُ فِي السحَرِ
***
وَاهًا عَلَى المَاضِي وَأَيَّامِهِ
مَا كَانَ أَسْعَدَهَا وَأَقْصَرَهَا!
فَرَّتْ فِرَارَ لَذِيذِ أَحْلَامِهْ
لَمْ تُبْقِ لِي إِلَّا تَذَكُّرَهَا
***
أَيَّامُ أُنْسٍ مَا أُحَيْلَاهَا
وَأَحَبَّ صُورَتهَا إِلَى فِكْرِي!
قَلْبِي يَذُوبُ جَوًى لِذِكْرَاهَا
فِي أَضْلُعِي، وَمَدَامِعِي تَجْرِي
- Advertisement -