إلياس من آل نصر قضى

إِلْيَاسُ مِنْ آلِ نَصْرٍ قَضَى

إِلَى الأَعِزَّاءِ نَعْيُ مَنْ نَعَى

عَميدُ أمجَادِ كِرامٍ مَضَى

فِي ذِمِّة اللهِ وَلَنْ يَرْجَعَا

كَانَ تَقِيّاً صَابِراً مُحْسِناً

عَفَّ السَّجايَا طَاهِراً مَنْزَعَا

مَنْ عَدَّدَ الأَخْلاَقَ مَرْضِيَةً

عَدَّدَهَا فِي وَصْفِهِ أَجْمَعَا

بَلَّغَهُ المَصْدُوقَ مِنْ حَقِّهِ

شَعْبٌ عَلَى إِكْرَامِهِ أَجْمَعَا

وَقَلَّ مَنْ أَكْرَمَ مِنْ قَبْلِهِ

حَيّاً كَمَا إِكْرَامِ إِذْ شُيِّعا

كَان أَباً بِرّاً وَأَصْلاً ذَكا

فَرْعٌ لِلْعَلْيَاءِ مَنْ فُرِّعَا

نَجْلاَهُ بِالآدَابِ وَالعِلْمِ لمْ

يَتَّخذَا دُونَ الذرَى مَوْضِعَا

وَكَانَ أَوْفى مَنْ بِهِ أُسْعِدَت

زَوْجٌ رَعَتْ مِنْ عَهْدِهِ مَا رَعَى

لَمْ يُرْضِهَا العَيْشُ إِذَا مَا نأَى

فَأَزْمَعَتْ نَأْياً وَقَدْ أَزْمَعَا

وَاسْتَقْبَلتْ فِرْدَوْسُ فُرْدَوْسَهَا

مُجِيبَةً دَاعِيهَا إِذَ دَعَا

نِعْمَ الْقرِينَانِ فَقَدْ مُثِّلا

فِي الْبِرِّ ذَاكَ المَثَلَ الأَبْدَعَا

عَاشَا كَمَا شَاءَ التَّوَاخِي مَعاً

وَحِينَ حَمَّ الْبَيْنَ مَاتَا مَعَا

لَوْ وَعِظَ النَّاسُ لمَا خُوطِبُوا

بِحَادِثٍ أَشْجَى وَلاَ أَرْوَعا